اليمن.. يدٌ ممدودة وأخرى على الزناد
تشرين:
على الرغم من أن تحالف العدوان السعودي على اليمن لم يفِ بالتزاماته كاملة، وخاصة ما يتعلق بالملف الإنساني، خلال هدنة الشهرين الماضيين، حيث ظل يماطل في فتح مطار صنعاء الدولي، ويعرقل دخول سفن الوقود كما هو متفق عليه، إلّا أن جميع الأطراف المعنية وافقت على تمديد الهدنة الإنسانية والعسكرية شهرين إضافيين، من دون إضافة أي بنود جديدة عما تضمنته الهدنة السابقة.
إن حكومة صنعاء لا تعول في هذا السياق كثيراً على طرف العدوان أو ما يمكن أن ينتج عن هذه الهدنة، ومع ذلك فهي تمدّ يداً، وتُبقي الأخرى على الزناد، فالهدنة فرصة لحقن دماء اليمنيين وليتنفس الشعب اليمني من وطأة الحصار الاقتصادي الخانق الذي تفرضه قوى العدوان، على أمل رفع المعاناة الذي يبقى أهم المطالب والشروط لدى صنعاء.
ترمي حكومة صنعاء الكرة في ملعب تحالف العدوان الذي لم يفِ بالتزاماته، وكأول اختبار لتحالف العدوان بعد قرار تمديد الهدنة، بادرت صنعاء برفع الحواجز الترابية في مناطق وجودها جنوب مدينة تعز، بهدف التخفيف من حدّة معاناة اليمنيين المقيمين في الجزء الخاضع لسيطرة قوى العدوان من هذه المدينة، أو القادمين إليها عبر الطرق البديلة.
فشل العدوان هو ما دفعه إلى الدخول في الهدنة وتمديدها، وقد يطلب تمديدها مرات أخرى لحاجته للمّ شتات مرتزقته، أي عملية إعادة إنتاج وترتيب الأوراق والأدوات المتناقضة والمختلفة، وربما يحتاجون ويطالبون بهدن إلى 6 أشهر، حسب مصادر يمنية.
وتتوقع تلك المصادر أنه عندما يتوقف العدوان شكلياً عن العمل في الجبهات سينتقل إلى خلخلة الداخل، ولا سبيل إلّا الاستمرار في الصمود وتعزيز الجبهات والإعداد لكل عوامل القوة الاقتصادية والعسكرية، وترتيب الأوضاع الداخلية والاستعداد للمواجهة.
القوى اليمنية جاهزة للعودة إلى الميدان في حال عودة التصعيد، ولاسيما أن قوى العدوان استقدمت تعزيزات عسكرية إلى الساحل الغربي وموانئ المهرة خلال الفترة الماضية، أي عندما كانت الهدنة الأولى سارية.
ما يحتاجه الشعب اليمني اليوم هو رفع الحصار ووضع حدٍّ لمعاناته، ولاسيما أن الأوضاع الإنسانية تتجه نحو الخطورة، إذ تحدثت تقارير عن أن 24 مليون يمني بحاجة ماسّة إلى مساعدات عاجلة، من أصل 25 مليوناً يعيشون تحت خطّ الفقر المدقع، منهم أكثر من 7 ملايين أصبحوا على بُعد خطوة واحدة من الجوع الحاد، لذلك فالتزام العدوان بالملف الإنساني هو ما يعوَّل عليه.