معرض الآثاري ” ثيو دو فيتيه” .. وثيقة تاريخية توضح مجازر الإرهاب بحق التراث السوري
عودنا الآثاريون وغيرهم من المهتمين بالتراث التاريخي السوري على اغتنام كل فرصة تسنح لهم كي يعبروا عن محبتهم وتقديرهم العميق للتاريخ السوري الأثري.
اليوم، ووفاءً وحباً لسورية يقيم عالم الآثار الهولندي ” ثيو دو فيتيه” معرضه ” ترميم التراث السوري” في المتحف الوطني بدمشق .
عالم الآثار والفنان الهولندي ثيو دو فيتيه عاد إلى سورية بعد حوالي 36 عاماً من الغياب، ليزيّن سور حديقة المتحف الوطني باللوحات الـ ١٥ التي جسد من خلالها مواقع سورية الأثرية وقدرة هذا الشعب على الحياة والنهوض من الركام.
وفي تصريح لـ”تشرين”، اعتبر مدير الآثار والمتاحف محمد نظير عوض: “الحدث الذي جرى في المتحف الوطني في دمشق للفنان الهولندي دو فيتيه، حدثاً مهماً للغاية، وقال: هذا الفنان المُهم هو بالأصل عالم آثار ومتخصص في فترة البرونز عمِل في سورية منذ فترة طويلة جداً مع العالِم الهولندي الشهير “فان لون” وهو مشهور جداً في أهم المواقع السورية ومنها : حمام التركمان، والمريبط، وتل ممباقة، بدأ مع هذا العالِم كطالب وأصبح عالماً للآثار وخبيراً ومارس العمل الميداني في مواقع مهمة جداً منها: (تل ممباقة) وهو أيضاً فنان مهم كان يرسم أعمال التنقيب وأعمال المسح وغير ذلك”.
وأضاف عوض : “زار الفنان دو فيتيه المديرية العامة للآثار والمتاحف لأكثر من مرة ولكن زيارته المؤثرة كانت بين عامي 2018 /2021 وخلال هذه الزيارة تم الاتفاق معه على أن يرسم باليد وبقلم الفحم وبعض الألوان صوراً تشير إلى الدمار الحاصل و الذي أصاب التراث الثقافي السوري، ولكنه بعد زيارته الأخيرة ولأنه زار القطر لأكثر من مرة كان مهتماً ومعجباً جداً بأعمال المديرية العامة للآثار والمتاحف التي بدأت على الفور أعمال الترميم في كامل المساحات التي استعادها الجيش العربي السوري، وأعمال التوثيق، وأعمال تقييم الأضرار، والترميم الإسعافي والمداخلات، وغيرها في مختلف المحافظات السورية”.
قام ” فيتيه” برسم العديد من الصور المهمة التي توثّق ترميم الآثار السورية برؤيته ووثّقها بالصور وهذا أمر مهم جداً عمل في حمص وعمل في حلب وفي كل المحافظات.
“ثيو دو فيتيه” مُحب لسورية ولحضارتها وبقي على تواصل مع المديرية العامة للآثار والمتاحف ويدعم مواقفها ويدعم معركتها في الدفاع وحماية الآثار السورية أيضاً، وهنا نشير إلى أن السيد دو فيتيه أقام عدة معارض في أوروبا منبهاً فيها إلى الضرر الحاصل وإلى الأعمال المهمّة التي تقوم بها المديرية العامة للآثار والمتاحف كواحدة من مؤسسات الدولة بالتعاون أيضاً مع مؤسسات مهمّة.
وقال عوض: “إن أعمال الرسم التي قام بها الفنان دو فيتيه تؤسس لِإقامة معرض آخر لهذه اللوحات في بعض العواصم الأوروبية لاحقاً بصفته عالماً للآثار السورية وكان قد أقام معارض في دول منها بلجيكا وهولندا في أمستردام حول ذات الفكرة”.
وخلال افتتاح معرضه ألقى ” فيتيه” كلمة مؤثرة للغاية عبّر فيها عن حبه للحضارة سورية وعن أهميتها وعن تعاون المديرية العامة للآثار والمتاحف باستمرار مع العلماء الذين يأتون للبحث والتنقيب والمسح الأثري، وأيضاً من أجل الدراسات.
ولفت عوض إلى الاتفاق الذي تم بين الفنان دو فيتيه والمديرية العامة للآثار والمتاحف قبل مغادرته دمشق والمتاحف والذي يتضمن عودته إلى مدينة حلب لتوثيق أعمال الترميم وتوثيق الأضرار بالرسم.
رافق المعرض كتيب وثق فيتيه من خلاله الأنشطة الأثرية السورية خلال الأعوام الأربعة المنصرمة في عدة أماكن ومن فترات زمنية مختلفة.
تصوير: يوسف بدوي