سُوريَة الفِينيق..تُولَدُ مِن جديد
هكذا هو العمر، يسرّع في خطواته، ونحن لا ندرك مدى تسارعه..
عام شارف على الانتهاء، يلملم آخر وريقاته المتساقطة، أيام قليلة جداً ونقول عنه عاماً مضى.. ونحن غافلون، وقد نكون متناسين أن العدّاد “شغال”..
وتجري بنا الأيام، وتتوالى السنون وينتهى كل أمر مهما ثقل أو صغر..
فلقد أنستنا مشاغل الحياة ومصاعب العيش أشياءً وأشياء، لكن النتيجة أننا كبرنا عاماً ونحن بغفلتنا سارحون.. وربما نحاول النسيان..
بعد أيام معدودة، ندخل خط أيام جديدة مع عام جديد، مرددين عبارات اعتدنا عليها: إن العام الجديد سيحمل لنا المسرّات، ربما ستحصل وربما ستبقى أمنيات لا تتحقق عند الجميع.. لكن نأمل في العام الجديد ما يمكن أن يتم ويتحقق، فالأمل طموح مشروع، ومن طبيعة بني البشر الأمل بأن تتحسن أوضاعهم وتنفرج أساريرهم..
الأمل يحدونا جميعاً أن نتخلص من وباء كورونا، الذي يحصد الأرواح يومياً، أفقدنا الكثيرين خلال هذا العام.. لكن العيون ترنو لعام ينتهي فيه هذا الوباء القاتل، فيروس لا أحد يعرف عنه إلا النزر القليل، فرغم كل الإجراءات إلا أن عداد الأموات يرتفع، ولا أحد يعرف إن كانت الإجراءات الاحترازية للوزارات والإدارات مع تطبيقها مع بداية العام الجديد ستأتي بجديد؟
نعم.. لدينا مشكلات ومنغصات عديدة لا حصر لها، نودع عامنا، ونتطلع ونقول: هل سيكون وباء الغلاء وتغوّل حيتان الأسواق باقياً؟ غلاء وتضخم عانت منه دول، ولسنا بمنأى عن تبعاته، بسبب ما فرضته علينا دول الشر والبغي من حصار اقتصادي ظالم وأسباب أخرى، إلى استغلال وفحش بعض التجار.
لا يخفى على أحد حجم المشكلات وأين وصلت الأحوال بنا، لكن بالتوازي لدينا أيضاً جهود جبارة تبذل وميزانيات مخصصة لمرافق وقطاعات لها الأولوية، ولدينا أيضاً تركات ثقيلة تكمن في سوء الإدارة ببعض جوانبها.. وهنا السؤال: كيف سنعود ونحن نستقبل عاماً جديداً؟ يحدونا الأمل بأن تحمل لنا أيامه البشرى على كل الصعد، وهذا تلزمه -من الأفراد قبل المؤسسات- همة عالية وإخلاص بالأعمال والمهام المنوطة، وتوجه مطلق نحو المزيد من الإنتاجية.
كل عام وسورية وقائدها وشعبها وجيشها واقتصادها بألف خير.