“فنون الخط والزخرفة” تتألق بتشكيلاتها الجمالية في مهرجان “محبّة قلم”
أن تعشق قلماً يعني أن يبادلك عشقك محبةً تفيض من مداده خطوطاً وألواناً تبثّ مكنونات النفس وتترجم لواعج القلب المخبأة في حناياه بحجم الحب اللامحدود وغير المؤطر, ويسكبه جمالاً يجسد تفاصيله وانحناءاته الراقصة في مساحات وسِعت تعابيره. من هنا انطلق يوم أمس السبت وتتويجاً لـ«مهرجان محبة قلم» الذي أقيم على مدى الأسبوعين الماضيين «معرض محبة قلم الافتراضي الأول» الذي يعرض أعمال الفنانين المشاركين في فنون الخط والزخرفة من كل أنحاء العالم الذي أقامته «جمعية بيت الخط العربي والفنون» على صفحتها عبر الـ«فيسبوك», وبالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق في المركز الثقافي العربي في «أبو رمانة»، ويتضمن مشاركات من: ألمانيا، أمريكا، كندا، الهند وإيران، أفغانستان، الباكستان، الجزائر، المغرب، اليمن، الأردن، مصر والعراق.
عن هذا المهرجان وبرنامجه تقول الفنانة التشكيلية ريم قبطان رئيسة مجلس إدارة جمعية بيت الخط العربي والفنون: ضمّ المهرجان الذي أقيم على مدار ثلاثة أسابيع عدة معارض وندوات ثقافية وورشات عمل تفاعلية بمشاركة نحو 30 فناناً من دمشق, وعدة محافظات بـ 55 عملاً شملت أنواع الخطوط والأعمال الزخرفية حيث افتُتح الأسبوع الأول بندوة ثقافية بعنوان «رحلة القلم بين المحاكاة والابتكار», ومن ثم افتتح «معرض محبة قلم» للأساتذة والفنانين بحضور رسمي وحضور عدد كبير من الفنانين والخطاطين والمهتمين بالشأن الثقافي في سورية واستمر حتى نهاية الأسبوع الأول, والتي أقيمت خلاله ورشتا عمل تفاعلية في خطّي «النستعليق» و«الثلث», ومن ثم ليبدأ الأسبوع الثاني المخصص للشباب بندوة عن «أهمية فنّ الزخرفة والتذهيب», التي تضمنت محورين: الأول تحت عنوان: «أهمية الزخرفة في العمارة»، والثاني: دور الزخرفة والتذهيب في تجميل المخطوطات والكتب واللوحات الخطية», ليفتتح بعدها معرض «إبداعات الفنانين الشباب»، ومن ثم لتبدأ خلال الأسبوع الثاني ورشة عمل في خط «النسخ», وورشة أخرى في «فنّ الزخرفة» ثم عُرضت أعمال جميع الورشات ولمدة أسبوع في صالة المعارض في المركز, وقد شاركت بأربع لوحات اثنتان منها في خط «النستعليق» الفارسي ولوحة في الخط «الديواني» ولوحة «تكوين زخرفي».
يقول الفنان التشكيلي خلدون الأحمد: جاءت مشاركتي في «مهرجان محبة قلم» انطلاقاً من عشقي للحرف العربي في لغتنا وأبجديتنا، فتناولت الحرف ضمن تشكيلات إيقاعية حيث تشدني حركة الحرف من ليونة وقوة بآن واحد، فالحرف في أعمالي يأخذ تشكيله من العلاقة الحميمية التي تربطني وتأسرني بهذه اللغة الجميلة فيشكل اللون ضمن اللوحة عناقاً روحياً أصفه بالعزف الداخلي لروح الفنان، فعندما أكون أمام العمل لأنجز مفرداته غالباً ما يسيطر علي تكوين الحرف داخلياً بحركته وسكونه ورشاقة مظهره حتى أصل إلى جمال يأخذني بشغف إلى حدود الجمال ليلامس قلبي وروحي، وتأخذني حالة من الفرح والشوق لإيقاعات هذه المفردة في أبجدية لغة الضاد وجماليات الخط العربي الذي يحمل في إيقاعه وطيّاته أسرار الجمال.. وقد جئت من حلب الشهباء لأشارك دمشق الياسمين في هذا المهرجان بعملين بعنوان «إيقاعات حروفية» يتضمنان لغة بصرية تشكيلية ضمن إيقاع الحرف وجمال تشكيلاته اللونية.
وتقول المهندسة والفنانة التشكيلية ونسه عابد وهي عضو مؤسس في جمعية بيت الخط العربي والفنون: شاركت بلوحة واحدة منفّذة بالخط الكوفي وبألوان «الأكريليك» على «كانفس» تشكّل عبارة انتقيتها لتبث الأمل في النفوس وهي: قد يؤجل الله الجميل ليجعله أجمل.
في حين قال الخطّاط والفنان التشكيلي فايز الصدقة: جئت من مدينة النبك لأشارك في «مهرجان محبة قلم» لأنني أعشق فنّ الخط العربي فشاركت بلوحة واحدة كتبت فيها كلمة «هيمتني» بخط الثلث مع مشكاة زخرفية بسيطة، وتتحدث اللوحة عن حالة فريدة نتوق لها جميعاً مختصراً بهذه الكلمة جملاً كثيرة في الحب والتصوف فحاولت أن أكتب كلمة تساوي جملة آخذاً في الحسبان الفراغ والنسب التي تعطي جمالاً أكثر لمعنى الكلمة المملوء بالدفء
أما الفنانة التشكيلية عبير العودات فقالت: لأن الخط العربي يحمل جمال الحرف علينا توظيفه أيضاً في جمال المعنى فكيف إن تحدثنا عن «الله» فهو صاحب الجمال المطلق في الصفات والأقوال والأفعال «إن الله جميل يحب الجمال» فيجب على كل شخص أن يكون جميل الهيئة، فقدّمتُ هذا الحديث القدسي ضمن تكوين بالخط “الكوفي النيسبوري” في اللوحة الأولى وكانت الثانية أيضاً بالخط “الكوفي” بكلمة «دامشقا» ضمن تكوين السيف الأموي الدمشقي ترافقه زخرفة مع أبيات شعرية لنزار قباني، وفي الثالثة وحدة زخرفية تظهر جمال “العجمي الدمشقي” فكانت لوحاتي توحدها الزخرفة العربية والألوان الذهبية والزرقاء, في حين قالت الفنانة التشكيلية “سهام محيسن”: شاركت بلوحة واحدة تحمل عبارة “وبالشكر تدوم النعم” كتركيب “كوفي” منفذ بالإكرليك على كانفس إيماناً مني بأهمية اللغة العربية كهوية لنا وحباً بجمالية وأناقة الخط العربي الذي نعشق