“الثقافة أصالة وتجدد”.. احتفالية أيام الثقافة السورية.. نحو تحسين الفعل الثقافي وتطوير نهجه
تحت رعاية السيد المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء افتتحت د.لبانة مشوح وزيرة الثقافة في دار الأسد للثقافة والفنون احتفالية “أيام الثقافة السورية” بحضور كل من د. مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، د.بطرس الحلاق وزير الإعلام، وم. محمد رامي مارتيني وزير السياحة ، ومديري المؤسسات الثقافية والإعلامية، وحملت احتفالية هذا العام شعار “الثقافة أصالة وتجدد ” ،وجاءت بالتوازي مع الذكرى الـ 63 لتأسيس وزارة الثقافة.
بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء وعزفت الأوركسترا الوطنية النشيد العربي السوري بقيادة المايسترو ميساك باغبورديان، تلا ذلك عرض فيلم خاص عن وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية وأهم ماقدمته خلال عام، وبدأته بمكتبة الأسد الوطنية كمركز إشعاع حضاري وفكري، وانتقل إلى الدور الذي تلعبه دار الأسد للثقافة والفنون عبر المهرجانات التي تقدمها، وتناول الفيلم الحديث عن الأهمية الكبرى لمديرية المسارح والموسيقى في تقديم العروض المسرحية والفنية التي تلامس هموم الناس، وماقدمته مديرية المتاحف والتراث في صون التراث المادي واللامادي وترميم الآثار واستعادة بعض ماتم نهبه خلال الحرب على سورية، إضافة إلى الأهمية الثقافية والمعرفية والفنية لكل من المعهد العالي للفنون ، والمعهد العالي للموسيقى ،والمعهد التقني للفنون التطبيقية، وعرّج الفيلم على تقويم أداء المراكز الثقافية في المحافظات من خلال المعايير التي حددتها وزارة الثقافة، واستعرضت أهم الإصدارات للهيئة العامة السورية للكتاب ، وقدم الفيلم إضاءة على الدور الكبير الذي تلعبه السينما في نشر الثقافة السينمائية عبر الأفلام والتظاهرات التي تقدمها.
وأكدت د. لبانة مشوح في كلمتها أن خصوصية هذا اليوم تكمن في أننا نحتفل بذكرى تأسيس وزارة الثقافة لإظهار عراقة هويتنا الثقافية وتعدد مشاربها، وغنى مكوناتها، وانسجام ألوانها وجمال تناسقها ،وللكشف عما قدمه الإنسان، إنسان هذه الأرض للبشرية جمعاء في الحفاظ على هذا الإرث الحضاري العظيم، والبناء عليه من سعة أفق وانفتاح فكري ومعرفي وقيم نبل ومحبة وعمل، وأضافت إن الحضارة على هذه الأرض حسب المكتشفات الأثرية عمرها أكثر من عشرة آلاف عام وهذه الأرض مأهولة بالحياة تنتج فناً وقمحاً وعمراناً، لذا يجب أن نعزز ركائزنا وأن نصون هويتنا الثقافية تمسكاً بالثقافة وانطلاقاً نحو التجدد الذي يكون بتطوير الشكل حيناً والمضمون أحياناً لكنه أبداً لايمس الجوهر، فثقافتنا جذورها ضاربة في عمق الأرض وممتدة في عمق التاريخ، وعيونها ترنو نحو مستقبل لايحده أفق..
من بعدها دعت وزيرة الثقافة كلاً من د.مهدي دخل الله، ود.بطرس الحلاق و م. محمد رامي مارتيني للمشاركة في تكريم شخصيات من بلدي على ماقدمته من إبداع.. و المكرمون هم : الباحثة والمربية الموسيقية إلهام أبو السعود، والأديب د. عاطف البطرس ،والمخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد ،الخطاط محمد القاضي ، الباحث الموسيقي محمد حنانا، والأديبة د. ناديا خوست .
بعدها قدمت فرقة جلنار للفنون الشعبية لوحات راقصة وخصّت الاحتفالية الراحل الكبير صباح فخري بتحية حب لفنان بحجم وطن قدم إرثاً ضخماً للفن السوري، ومن ثم عزف كل من الطفلين فراس حرب وجاد ابراهيم معزوفة كونشيرتو للموسيقار فيفالدي ، من ثم قدم الفنان معتز ملاطيه لي رقصة أوغاريت، وبعدها فقرة تدمر للمايسترو عدنان فتح الله، وشاركت الفنانة لين جناد بمعزوفة على البيانو بهذه المناسبة .
وعبّر الخطاط محمد القاضي والد الزميل فراس القاضي في كلمة خاصة لـ”تشرين” وأحد الذين وضعوا حجر الانطلاق لها منذ البدايات عن سعادته بهذا التكريم قائلاً: إن تكريم أي قامة فنية وثقافية أو إعلامية هو مفخرة لسورية في ظل الظرف الاستثنائي الذي نعيشه ، وأضاف: إن سورية التي عمرها 10 آلاف عام تؤكد دائماً في كل مناسبة على وجودها الحضاري وباستمرار وبقوة، ووجه الخطاط القاضي كلمة خاصة لجريدة تشرين قائلاً :أنا أفخر بأنني أحد أصحاب الزمن المعاش في تشرين على مدى تقلب عدد من الزملاء في إدارة هذه الصحيفة، وكنا دائماً وأبداً في طليعة الصحفيين للتعبير عن مكنونات هذا البلد .
من جهتها أكدت د.نادية خوست لـ”تشرين” أن وزارة الثقافة السورية تكرم بعضاً من مثقفيها في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، وأن هذه لفتة جميلة من وزارة الثقافة بأنها لم تنسَ مثقفيها ومبدعيها.