انبعاث الحضارة الهيللينية من جديد.. في الاحتفالية المئوية الثانية لاستقلال اليونان
كان يوماً مشرفاً في التاريخ المعاصر عندما دخلت اليونان الحرب العالمية الثانية وقالت كلمتها المشهورة «أوكسي Oxi» التي أضحت فيما بعد شعار العيد الوطني اليوناني، والتي تصادف في هذا العام الاحتفالية المئوية الثانية لاستقلال اليونان من الاحتلال العثماني (1821 حتى 2021)، وبهذه المناسبة وببركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية المشرق وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وبرعاية السفير نيقولاوس بروتونوتاريوس القائم بأعمال السفارة اليونانية بدمشق، دعت الجمعية الخيرية للجالية اليونانية بدمشق إلى حضور احتفاليتها التي ضمّت فعاليات ثقافية متعددة.
السفير نيقولاوس بروتونوتاريوس القائم بأعمال السفارة اليونانية بدمشق قال: بفضل هذه الفعالية التي نظمتها الجالية اليونانية في سورية نحتفل بالذكرى المئوية الثانية لاستقلال اليونان، فقبل قرنين من هذا الزمن رفعت ثلّة من المدافعين الأشاوس داخل اليونان وخارجها راية الاستقلال عن المحتل العثماني وأطلقوا عملية لم يستطيعوا حتى هم أن يحلموا بنهايتها وبمساعدة حلفائهم قاتلوا ببسالة وفازوا بحريتهم في دولة مستقلة ومنظمة أخذت تتنامى في كل شيء من اتساع جغرافي وإشعاع دولي لتصبح وبعد مئتي عام دولة أوروبية معاصرة حديثة تتمتع بالقوة والهيبة في كل المحافل الدولية وأخذت موقعها على الضفة الصحيحة من نهر التاريخ في الفكر والفن والعلم والرياضة إلى جانب السياسة والاقتصاد مستقبلين بجرأة تيارات التقدّم مع حفاظهم على تقاليدهم الموروثة حيّة فنهضوا ونهض الوطن معهم وبهم نشمخ اليوم في هذه الذكرى والتاريخ الذي نحتفل فيه بكل فخر وتواضع لنواصل مسيرتنا القائمة على المسؤولية.. شكراً للشعب السوري وعاشت الصداقة السورية – اليونانية.
وعن هذه الاحتفالية وفعالياتها تحدّث حبيب صالومة رئيس مجلس إدارة الجمعية فقال: تعد هذه الفعاليات المقامة في دمشق بمناسبة المئوية الثانية لاستقلال اليونان تعبيراً عن فرح كل إنسان يعشق الاستقلال ويدافع عن وجوده متمسكاً بحقوقه في العيش بكرامة وعزة ليصون ترابه ويذود عنه بكل ما أوتي من قوة. وأتوجه بالشكر للشعب السوري الذي يحافظ دائماً على إذكاء شعلة الصداقة السورية- اليونانية في كل المجالات الثقافية والاجتماعية، كما تتضمن الاحتفالية محاضرة للدكتور سركيس بورنزسيان بعنوان: «انبعاث الحضارة الهيللينية من جديد»، و«حفل رسم مباشر» للدكتور عبد الله صالومة، إضافة إلى حفل رسمي وحفل عشاء ومعرض لأهم المناطق الأثرية والسياحية في اليونان.
فقد قدّم الدكتور سركيس بورنزسيان- الخبير في الشؤون التركية محاضرة بعنوان: «1821 انبعاث الحضارة الهيللينية من جديد» وقد كرّمه السفير بتقديم ميدالية الجالية تقديراً لأبحاثه وسعيه الدائم لنشر الثقافة الهيللينية وإحياء الصداقة السورية – اليونانية.
وتحدّث الدكتور بورنزسيان في محاضرته عن حرب استقلال اليونان ضدّ العثمانيين الذين كانوا قد احتلوا بلادهم بعد سقوط القسطنطينية عام ١٤٥٣، وأدّت ثورة الشعب اليوناني إلى تأسيس واستقلال المملكة اليونانية، هذه الثورة التي بدأت بذورها بالظهور من خلال نشاطات أخوية الصداقة «فيليكي تيرييا»، وهي منظمة وطنية يونانية تأسست عام ١٨١٤ في «أوديسا» الأوكرانية وكانت تؤمن بفكرة «ميغالي ثيا» التي تدعو إلى بعث الحضارة الهيللينية من جديد وإعادة السيطرة على الجغرافيا التي كانت تنتشر فيها الهيللينية.
واستمراراً للفعالية قدّم الفنان التشكيلي الدكتور عبدالله صالومة «حفل رسم مباشر» أمام جمهور الجالية اليونانية وأصدقائها في مقر الجمعية الخيرية للجالية اليونانية بدمشق وقد تم تنفيذ لوحة قياس (١٠٠×١٠٠ cm ) لموضوع يتوافق مع المناسبة خلال مدة ٢٢ دقيقة على إيقاع موسيقا الملحن اليوناني الكبير ميكيس ثيودوراكيس.. وتم إهداء اللوحة للسفير وتصدّرت الحفل الرسمي للاحتفالية، وعن هذا العرض يقول د. عبد الله:
كنت قد بدأت منذ عام ١٩٩٦ بأول حفل رسم على إيقاع الموسيقا بهدف ربط اللوحة بالفنون وليشاهد الجمهور مراحل إنجاز اللوحة بتنفيذها أمامهم مع حركة ريشتي على إيقاع الموسيقا المرافقة، ولقد أقمت حتى الآن ١٨ حفل رسم على إيقاع الموسيقا الهدف منها ليس سرعة إنجاز اللوحة بقدر ما هو تنفيذ اللوحة على إيقاع الموسيقا لربط الفنون من رسم وتلوين ورقص وموسيقا ببعضها بعضاً.