عاشقون لـ”حلب”.. عدساتهم الفوتوغرافية تؤرّخ جمالَ المدينة!
تسترعيك حين مشاهدة الصور الفوتوغرافية المصطفة بانتظام ضمن معرض “حلب الأمل” مشاعرُ الانبهار بمدينة مثّلت على الدوام مدينةَ الأدب والعلم والتراث والحضارة، إلا أن ثلاثاً من مصوري الفوتوغراف الاحترافيين يتقاسمون محبة الشهباء بنفس الدرجة ليجمعوا ما التقطته عدسات كاميراتهم من جمال وسحر ويضعوها داخل صالة السبيل الثقافية.
ولا تتوقف دهشتك وأنت بكامل تأملك بتفاصيل الأمكنة الزاخرة بالحضارة، وإن بدا التشابه بين المصورين (أحمد حفار، صهيب عمراية، هنادي كعكة) بمواضيع اللوحات لكن هذا الشبه المبرر يتقاسمونه بكثير من اللطف والخفة، حيث زخر المعرض الذي افتتحته عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة ذكرى حجار وحضور كوكبة من الفنانين والمثقفين والمهتمين بلوحات رصدت البعد الثقافي المادي لمدينة حلب وقلعتها وإرثها التاريخي من أسواق وخانات وفنها المعماري.
يروي المصور الفوتوغرافي أحمد حفار الذي عمل لعقود مصوراً صحفياً في العديد من الصحف الوطنية عن ذلك الهاجس بتأريخ المدينة ومواصلة توثيقها بشكل دقيق ومدروس، يقول: “حاولنا بمعرضنا (حلب الأمل) مع الشباب المندفع من المصورين أن نلتقط صوراً لحجارة المدينة قبل وبعد الحرب، ومرحلة ترميم الأمكنة المدمرة”.
وفي المقابل يرفع المصور الصحفي صهيب عمراية شعاراً لطالما جسّده بكل شغف ضمن مهنة المتاعب (الصحافة) وبين حماسه الدائم كفنان فوتوغرافي بأن (الصورة بألف كلمة) لافتاً الأنظار إلى لوحاته الناطقة رغم صمتها، وحافراً عميقاً بأذهان الحضور تأثير الحجارة على الإنسان وكذلك العكس، في حين يغلب على صوره حضور العنصر البشري في أحياء المدينة.
ويقول في مستهل حديثه: “يستهويني دوماً الغوص في مدينة حلب القديمة، أغوص بها لدرجة العشق، بالفعل اجتمعنا في هذا المعرض على محبة مدينتنا، وأتحيّنُ الفرص لمتابعة كل أحداث الترميم أحاول بكل اجتهاد أن أوثق واقع المدينة وأسواقها وحاراتها”.
من جهتها تجد المحامية والمصورة الفوتوغرافية هنادي كعكة هذا المعرض فرصة لبث الشجون التي تحملها من حبها لمدينتها ولحجارتها، وهذا ما كان واضحاً في تجسيدها لأدق التفاصيل في فن العمارة الأثرية إن كان في قلعة المدينة الشامخة أو أبوابها مبرزة الزخارف والنقوش علاوة على تمكنها من محاكاة المشهد الأثري بطريقة وكأنها تختزل دهراً من عبق الماضي وأمجاده.
معرض حلب الأمل للتصوير الضوئي الذي أفرد ذراعيه لأبناء مدينته ومحبيها مستمر لغاية 21 من الشهر الحالي في مركز الفنون التشيكيلة بصالة السبيل.