في تشييع صنّاجة العرب.. صباح فخري وداعاً
من درب حلب إلى يا مال الشام..
أحيا تراثاً رائعاً وجاز التصوف للأمل..
ورفع البردة الأنقى بأنغام تسقى من مقل..
نسج المقامات وأوزان الطرب ما خف منها وما ثقل.
ببالغ الحزن والأسى وبحضور رسمي وشعبي شيعت الأوساط الفنية والثقافية اليوم من مشفى الشامي بدمشق فقيدها الكبير أيقونة العرب الفنان الكبير صباح فخري عن عمر ناهز الـ88 عاماً بموكب مهيب إلى مثواه في مسقط رأسه في مدينة حلب، حيث سيوارى الثرى في المقبرة الحديثة في مدينة حلب.
حشد من الشخصيات الرسمية الفنية والإعلامية كانوا في وداع الفقيد وعبروا عن حزنهم الشديد لهذا المصاب الجلل.
إرث متجدد
الفنان دريد لحام قال بصوت مخنوق: صباح فخري رحل ولكن لم ولن يغيب عن ذاكرتنا وسيبقى صوته حاضراً في صباحاتنا وأماسينا، كان له الفضل الكبير في التعريف بتراثنا الذي لم نعرفه ولولاه لما اكتشفنا هذا التراث، وجميل أن نكتشف هذا التراث وسرّه، وترعرع في كنفه مطربون شباب نهلوا من المنبع ذاته وحاولوا المحافظة على هذا التراث المتجدد الذي يصلح لكل زمان ومكان، تغمد الله الفقيد برحمته وأسكنه فسيح جنانه.
لن ننساه
وعبّرت الفنانة سلمى المصري عن حزنها الشديد لهذا الفقد الموجع، وقالت: هذه أحاسيس نشعر بها تجاه هذا العملاق الكبير الذي كبرنا على صوته وتربينا على ألحانه وغنائه الفريد للقدود والموشحات الحلبية، والشيء الذي يعزينا أنه ترك إرثاً كبيراً من الأغاني والقدود والموشحات، وهذا الإرث الكبير سيبقى لأجيال وأجيال، لن ننساه لأن روحه باقية في وجداننا وقلوبنا، والفنان الذي مثله لا يموت يرحل جسداً ولكنه يسكن في أرواحنا وقلوبنا.
حالة لن تتكرر
وتحدث الفنان عباس النوري عن أن الفنان الراحل صباح فخري حالة لن تتكرر وحالة لن يرثها أحد، ولم يكن هناك أحد خاض هذه التجربة في مجال القدود والموشحات وحتى الأغاني الدينية مثله، عاش وتربى على النغم الأصيل، وهو بذرة نمت من حلب واحتلت العالم بصوتها، صباح فخري يجب أن تقدم الدراسات عن صوته وعما قدمه للفن العربي والذي لن يصل أحد إلى مستواه.
رمز ثقافي وحضاري
الفنان مصطفى الخاني قال: إن الراحل خسارة كبيرة، وعزاؤنا كبير فيما تركه من إرث ثقافي وحضاري وفني، ونحن نتحدث عن رمز فني وحالة حضارية وثقافية صعب أن تتكرر عبر العصور، فكما في مصر أم كلثوم وفي لبنان فيروز في سورية صباح فخري هذه المدرسة الكبيرة التي أسسها بلونها الخاص، صحيح أنه كُرّم ولكن أعتقد أن هذا الرمز الثقافي يستحق أن يدرس في المناهج السورية ومدارسها وأن يكون له شارع باسمه، عزاؤنا بإرثه الكبير وما حققه بصوته على المستويين العربي والعالمي.
حي بأغانيه وموسيقاه
الفنان رضوان عقيلي أشار إلى أن حضور الراحل فخري لا مثيل له ولن يتكرر، ترك ذكريات في قلوب الناس جميعاً، صحيح أنه فارقنا جسداً ولكن روحه باقية في قلوبنا، عاش فينا بأغانيه وموسيقاه، قامة كبيرة وقلعة ثانية في حلب.
قامة عالمية
الفنان صفوان عابد قال: الراحل قامة ليست حلبية ولا سورية ولا عربية بل قامة عالمية، وهو الذي وطّد هذا التراث بكل المكاتب الموسيقية وصنفه من خلال صوته، وحفظ التراث من الاندثار والتشظي، صباح فخري سيد الغناء العربي بلا منازع وليس فقط أسطورة وهو إنسان قبل أن يكون فناناً.
التاريخ سيخلده
الفنانة ليندا بيطار قالت: الراحل الكبير مدرسة تعلمت منها الكثير، خسرناه جسدا ولكن روحه باقية والتاريخ الفني الذي تركه كبير وسيخلده عبر الأزل، وسيبقى مرجعي الأول والأخير في كل ما يخص الموشحات والقدود والموسيقا السورية.. إنه خسارة كبيرة وأعزي كل الوطن العربي برحيله.
مبدع وطني
الفنان حسام الشاه أكد أن الراحل قامة وطنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حضاري وفني وتراثي واجتماعي، ويجب أن نكرس هذا المبدع عبر مؤسساتنا الوطنية ومن خلال مناهجنا وقنواتنا وإعلامنا السوري.
حاضر في وجدان جميع السوريين والعرب
الفنان محمد خاوندي قال: إن الراحل قامة من قامات الفن في العالم، طوّر الموشحات والقدود الحلبية، وأضاف: صباح فخري سيعيش مئات وآلاف السنين، في وجدان جميع السوريين والعرب، ويكفينا فخراً أنه مطرب سوري وابن هذه الأرض.