علياء النحوي في المركز الوطني للفنون البصرية… «الحفر» إذكاءٌ للمخيلة حسب روح المتلقّي!

افتتح في المركز الوطني للفنون البصرية، يوم أمس، معرض الفنانة التشكيلية الشابة علياء النحوي، وقدمت من خلاله تجربتها الفنية التشكيلية الأولى عبر مجموعة من اللوحات التجريدية التي تحمل تضاداً لونياً بين الأبيض والأسود والرمادي، واستطاعت أن تشكّل خصوصية وتفرداً من خلال تعاملها مع الشاشة الحريرية كأداة لتقديم أفكارها عبر اللوحة.
وبدت اللوحات التي اعتمدت على فنّ الحفر بلونيه الأسود والأبيض تشكّل صورة وثائقية فوتوغرافية بأبعاد ثريّة وعناصر جذب متمثلة في الظلال والأحجام والأشكال، والقارئ للوحة تجعله يستحضر في دواخله صورة تاريخية رومانسية يلفها الغموض والدهشة كشريط الذكريات السريع، وربما تضاد اللونين الأبيض والأسود يوحي بالواقعية أكثر، ويلعب دوراً في إذكاء مخيلة المشاهد في تبصّر جماليات اللوحة بكل أبعادها، وبدت معظم اللوحات في تفاصيلها مترابطة مع بعضها، وهو ما أكده د. غياث الأخرس مدير المركز الوطني للفنون البصرية أن ما جذبه في أعمال علياء هو حساسيتها العالية في التقاط الفكرة وانسكابها على الشاشة الحريرية عبر تدرجات لونية متفاوتة بين الأبيض والأسود والرمادي، وأشار د. الأخرس أن «الحفّار» المتميز لا يلجأ إلى الألوان لأن أساس الحفر أبيض وأسود، وأن سر الإبداع فيه يكون بقدرة الحفار على أخذ مكان للون، برغم أنه عند البعض يأتي كمسحة تراجيدية قوية جداً تتراوح بين طاقته القوية المشبعة بالقلق والحزن والتعب وبين توجهه نحو هذين اللونين.
من جهتها، أكدت الفنانة التشكيلية علياء النحوي أنها أردت أن تقدم جوهر أعمال فن الحفر عبر اللوحات التي شكلتها، واعتمدت فيها على الشاشة الحريرية والكليشيهات لتظهر بالشكل المطلوب، ولكن هنا تم الاشتغال على كليشة واحدة، واعتمدت على مبدأ الفرز النقطي، وجمعت بين التقانة القديمة والتقانات الحديثة المنتشرة حالياً، وأضافت: قمت بتصنيع كل الدرجات بكليشة واحدة بأسلوب معاصر وحديث ومتحدة بفكرة واحدة والتي ركزت فيها على تشابكات الأغصان، صحيح أن هناك شيئاً من الواقع إلا أنني حاولت التخلص قليلاً من رموزه كي تظهر التكوينات التجريدية والتعبيرية كما أردت، والتي تتيح للمشاهد أن يسرح في خياله عبر فضاءات اللوحة وهنا تكمن جمالية هذا الفن بكونه يتيح إذكاء المخيلة وإغناءها بما يتناسب مع روح المتلقي.
عن أهمية أن يكون أول معرض لها في المركز الوطني نوّهت النحوي بأن الدكتور غياث الأخرس وجد في لوحاتي – والتي هي مشروع تخرّجي – شيئاً جديداً يستحق العرض فهو لديه تجربة متفردة في فن الحفر إضافة إلى كونه من مؤسسي فن الغرافيك في سورية.
الجدير بالذكر أن هذا المعرض هو جزء من تجربة البحث في رسالة الماجستير التي قدمتها الفنانة التشكيلية علياء النحوي في كلية الفنون الجميلة.

تصوير: يوسف بدوي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار