رحلة مليئة بالتوثيق والسرد الدرامي .. بطولات الجيش في الفيلم السينمائي “الرحلة 17”
أطلقت المؤسسة العامة للسينما مساء أمس العرض الأول والخاص لفيلم “الرحلة 17” في صالة كندي دمر، ويقدم الفيلم عبر ساعة من الزمن صورة عن البطولات والتضحيات التي عاشها بواسل جيشنا بالتعاون مع أهالي المنطقة للتصدي للإرهابيين وداعميهم من خلال سرد درامي ووثائقي يكشف حقائق عن رحلة مليئة بالتضحيات والبطولات، ويعكس عبر تفاصيله الصورة الحقيقية للسوري المقاوم الصامد المدافع عن هذه الأرض الذي صمد في وجه أصعب الظروف وتحدى الإرهاب ليتصدى للتطرف بكل أشكاله ويكلل صبره بالنصر والعزة والكرامة، الفيلم من إعداد وإخراج علي الماغوط وتأليف حسن مصطفى وتمثيل وضاح حلوم، كرم الشعراني، طارق نخلة، رشا إبراهيم، مجد مشرف، ياسر سلمون، مروان خلوف، عفراء زينو، والطفلة ماسة نيشة.
وأكد مراد شاهين مدير المؤسسة العامة للسينما عبر كلمته التي ألقاها قبيل عرض الفيلم على أهميته لكونه ينقل ويوثّق بأسلوب سينمائي واحدة من الملاحم التي سطرها رجال الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب، وأشار إلى أن هذا الفيلم هو من ضمن الخطة التي وضعتها وزارة الثقافة في تصوير هذه الملاحم وتوثيق الزمن من جهة والدفاع عن الهوية السورية والتأكيد على دور رجال الجيش العربي السوري الذين بذلوا الغالي والرخيص كرمى تراب الوطن.
مخرج الفيلم علي الماغوط قال: الفيلم يحكي بطولات حقيقية حدثت في مدينة الرقة أثناء حصار التنظيمات الإرهابية عام 2013 على كتيبة الحرب الإلكترونية التابعة للفرقة 17، وقد حاولنا عبر الفيلم الإضاءة على البطولات التي قدمها أبطال الجيش العربي السوري بالتعاون مع شرفاء المحافظة لفك الحصار الإرهابي والدخول في الحالات الإنسانية لحياة الجنود ومحاولتهم الحفاظ على البقاء وعلى الأرض السورية، وقمنا عبر رحلة بحث طويلة بالوصول إلى الشخصيات لأننا نقدم فيلماً وثائقياً، وأضاف: نحن مطالبين بتقديم مادة حقيقية وتقديم طرح جديد وهو أسلوب العرض الدرامي الذي ترافق مع الشخصية الحقيقية التي عاشت الحدث لتوثق ما تمّ تقديمه .
من جهته أكد الفنان وضاح حلوم بأن بسالة أبطال الفرقة 17 عشناها من خلال أخبارهم التي سبقتهم في صمودهم الأسطوري في ذلك الحصار الإرهابي، والأثر الذي تركه هذا الصمود في قلوب الكثير من السوريين، وأضاف: عندما أتت اللحظة المناسبة لأقدم شخصية أحد أبطال الجيش العربي السوري لم أتردد لحظة، فمهما قدمنا عنهم لا يساوي جزءاً قليلاً مماعانوه وقدموه، ولفت إلى أن الديكودراما تمثل حالة مهمة من التوثيق وأن الصعوبة تكمن فيها بمقاربة حياة هؤلاء الأبطال عبر الشاشة خاصة أنه ليس من السهل المقارنة ما بين الشخص الحقيقي و الممثل الذي لعب الدور، وعن محاولة البحث في الشخصية وتوثيقها عبر السينما أكد حلوم أنه تعرف إلى شخصية الضابط الحقيقية التي قام بها وهي شخصية العقيد أكرم الحسن وحاول التقاط القليل من روحه ومن طبيعته وطريقة تعامله مع الجنود وكيف يفكر وردود أفعاله مع المحيطين به.
الفنان طارق نخلة الذي جسّد شخصية المقدم محمد حمود قال إن الصعوبة في هذا النوع من الأفلام تكون في مقاربة الشخصية من الناحية الإنسانية عبر تفاصيل عاشها خلال فترة الحصار الإرهابي وأضاف بأن الفيلم يقدم حالة حقيقية حدثت في الفرقة 17 كتيبة الحرب الالكترونية من خلال حكاية ثلاثة ضباط ومجموعة من الجنود الذين نجوا بأعجوبة بقوة الجيش وصموده وبمساعدة الشرفاء من الناس ويقدم عبر طرح سينمائي مختلف تقنيات جديدة من التصوير.
ولفت الفنان كرم الشعراني الذي يجسد شخصية المقدم شادي بأنه «نبش» بتفاصيل الشخصية مع البطل الحقيقي وكيفية تعامله مع المحيطين به خلال فترة الحصار، ونوه بأن الصمود الأسطوري لهؤلاء الأبطال أتى من إيمانهم بأهمية الدفاع عن الأرض وتشبثهم فيها لصّد أي معتدٍ دنس هذه الأرض، وأضاف: إن الصعوبة في هذا النوع من الأعمال تكمن في أن الممثل يجب أن يكون الآخر.. صحيح أن هناك بعض اللمسات الشخصية ولكن بشكل مقيد لكون الممثل يقدم شخصية حقيقية وموثقة فاللعب في هذه المساحة يكون ضمن الشرط التوثيقي.
الفنان مجد مشرف قال : حاولنا أن نقارب الحالة التي عاشها الأبطال في ذلك المكان، وأقدم عبر شخصية الطبيب الضابط محمود والمعاناة التي عاشها الطاقم الطبي في تعاملهم مع جرحى الجيش العربي السوري نتيجة نقص المواد الطبية وكيف يتعاملون طبياً في ظرف كهذا.
تصوير: يوسف بدوي