الفنان توفيق اسكندر في أول إصدار له .. تداعيات وجدانية وقصص قصيرة في “هُدُبُ الخواطر”
الهواجس المتمردة للفنان توفيق اسكندر عصفت بذاكرته في رحلة عمره الطويلة التي بدأها فناً وتوَّجها أدباً وشعراً ليسكبها في خابية روحه ويصوغها حباً على الورق عبر مجموعته القصصية النثرية الأولى “هدب الخواطر”، إهداؤه الأول كان لأنثى الكون التي أوقدت خيال مشاعره ومنها تشظى فكان، ومهما تعددت صفاتها أو أسماؤها فهي أنُثاه المعشوقة الوطن والموطن..
بهذه الكلمات أعلن الفنان توفيق اسكندر البدء بحفل توقيع كتابه الأول “هدب الخواطر” بمشاركة كل من الفنانة ريم عبد العزيز والشاعرة هيام جابر في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة ومن تقديم الشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر .
دعوة إلى الحب
تحدث الفنان اسكندر عن سبب توجهه نحو القصة والشعر بأن خريف العمر الذي يحياه الآن جعله يتجه نحو ذاته، ويبدأ مع نفسه وروحه ويستحضر مخيلته الغنية على شكل صور وأحداث بدءاً من أسرته وأصدقائه وحيّه الذي يعيش فيه ومدينته التي ترعرع في حواريها وأزقتها، وترافقت ببعض المحطات الجميلة التي مرت بحياته، وأضاف: إن اختيار العنوان جاء من مقولة احتفظ بها في ثنايا روحه منذ مطلع الشباب، تقول: ثاني أروع ما في العالم أن تكون محبوباً، وأروع ما في العالم أن تحب إنساناً آخر، فهذه الدعوة للحب وللمحبة حاولتُ أن أجسدها عبر ما كتبت، وأعتقد أنني حققت جزءاً قليلاً منها وانطلاقاً من هذا القول كان الكتاب الأول..
لست بشاعر..
وقال الفنان اسكندر إنه ليس بشاعر وقد لا يستحق هذه التسمية وكتابه ليس شعراً، بل هو مجموعة قصصية وخواطر معظمها يخصه، وربما خطّ سيرته الذاتية في بعض ما جاء فيه، وأشار إلى أن الكتاب جزء من بعض الملامح التي عاشها في حياته، صحيح أنه حاول الهروب من ذاته في بعض الحكايا إلا أن متن الحكاية كان يعيده إلى ذاته الإنسانية.
ولفت اسكندر إلى أن بعض الحكايا استغرقت سنوات حتى نضجت، وبعضها الآخر طوّعها من تجربته الحياتية خلال العامين الماضيين، وأضاف: كل ما كُتب هو مجموع متراكم اخترت منه ما هو موجود بين دفتي هذا الكتاب ..
خواطر قصصية وشعرية
من جهته أشار الشاعر محمد خالد الخضر إلى أن “هدب الخواطر” يرتقي الى مستوى القصة ومستوى الخاطرة التي يجمع بينهما الشعر، وهذا الكتاب يمتلك عاطفة صادقة ووجداناً وضميراً حياً ومضمونه أتى من انعكاس تعامل توفيق اسكندر وتفاعله مع المجتمع، ورغم الفنيات التي حاول الاشتغال عليها إلا أنه ظلّ محافظاً على الصلة الوثيقة بين ما جاء به وبين المتلقي، وأضاف؛ إن توفيق اسكندر اخترق بنية مشاغله بالموهبة التي تعتمل في داخله وخلال هذه المعاناة جاء أكثر من سبب ليكون مسطراً بقلمه منها ما تجسد على شكل خاطرة ومنها على شكل القصة والشعر كان يوحد بينهما.
نص يلامس الروح
وقدمت الشاعرة هيام جابر مداخلة سريعة عن أول إصدار للفنان اسكندر الذي استطاع الغوص في أعماق ذاته والبوح بمكنوناته.. نصه يلامس الروح ويحتاج إلى ذات روحية تحلّق وتعلو على تراب المادية فهو الابن البار تارةً والعاشق للأنثى بكل أسمائها وصفاتها تارة أخرى، وهو الذي اختزل حكاية وطن فارتدى البزة العسكرية وبوط الفخر وراح يذود عن ترابه دفاعاً عنه.
الأنثى أولاً
واستهلّت الفنانة ريم عبد العزيز الحديث عن كتابه الأول بكمّ الصدق في الكلمة وتوجهه نحو الأنثى وإهدائها لمشاعره، وكيف ترجم هذا الكم من الحب كلمة حملت الأناقة والعمق في الإحساس وأضافت، كونها ابنة شاعر فقد استطاعت تلمّس الحالة الوجدانية التي نجح الفنان اسكندر في جذب القارئ إليها.
وقدم الفنان اسكندر قراءة مختارات من مجموعته القصصية بدأها بـ”سحب تبغي” وعاد إلى الشمس المنبثقة في “أسفار في زمن الحياة”، وليجيب عن تساؤلات امرأة عن الصحوة في “مواسم الحب” مختتماً برسالة سلام .
تصوير- صالح علوان