المراكز الثّقافية .. من يصيغ أخبارها؟
كثيراً ما تحدّثنا عن المكاتب الصّحفية أو الإعلامية في الوزارات والمؤسسات الرّسمية ولاسيّما الثّقافية منها من مراكز ومعاهد وضرورة أن يكون العاملون فيها أو القائمون عليها من المتخصصين والأكاديميين المهنيين, ونركّز على المهنيين لأنّ الأكاديمية التي تأتي بالوساطات والمحسوبيات في أغلبيتها مثلها غير الأكاديمي وغير المهني.
ونعود اليوم ونتحدّث عن أخطاء لغوية وتحريريّة فظيعة ترد في الأخبار المنشورة على صفحات المراكز الثّقافية على شبكة التّواصل الاجتماعي «فيسبوك» حول الفعّاليات والأنشطة التي تقيمها، مع التّنويه بأنّ عدد كلمات خبر كهذا غالباً لا تتجاوز المئة كلمة, ولن نبالغ إن قلنا الخمسين فقط، ليس هذا فحسب بل سنتحدّث عن تحيّز كاتب الخبر ـ ولن نقول الصّحفي ـ لضيف من الضّيوف من دون الآخر، وهو ما حصل مؤخراً على الصّفحة الرّسميّة لأحد المراكز الثّقافية على الـ«فيسبوك»، فبينما يكتب عن أحد الضّيوف (تألّق الشّاعر فلان) يكتب عن الضّيف الثّاني (وقدّم الشّاعر فلان)، وسنتحدّث أيضاً عن ترتيب أسماء الضّيوف من حيث العمر ومن حيث الحضور في السّاحة الثّقافية ومن حيث أهمية الحدث، ومع الاحترام الشّديد لكلّ الفرق الموسيقية التي ترافق الشّعراء في أمسياتهم، مهنياً وأدبياً يجب ألّا تتقدّم أسماؤهم على أسماء الشّعراء باعتبارهم الضّيف الأساس ، وإن كنّا ننظر إلى النّشاط بعمومية لا خصوصية، وغالباً ما تعتمد المراكز في هذه الحالات عبارة: يرافقهم عازف العود أو ترافقهم الفرقة الموسيقية …
أمّا بالحديث عن الصّور التي ترافق بعض منشورات الصّفحات الرّسمية للمراكز الثّقافية فقصّة أخرى لا تقلّ أهمية عن الكلمات ولا سّيما أنّنا منذ عشرين عاماً ونحن نقول إنّنا في عصر الصّورة، وعلى ما يبدو فإنّ من صاغ «الخبر» هو ذاته من التقط الصّور وكتب المنشور, وتالياً الانحياز للكلمة تبعه حتماً انحياز للصّورة، وهذا أيضاً ما كان في منشور المركز، فبدت الأمسية وكأنّها لضيف من دون بقية الضّيوف.
إدارة المركز أو المسؤولون عن صفحته على الـ«فيسبوك» قاموا بتعديل بسيط على المنشور من دون التّعديل على الصّور، كما قاموا بحذف بعض التّعليقات التي نوّهت بالخطأ الحاصل بكلّ احترام وموضوعية، لكن على ما يبدو الاعتراف بالحق ليس فضيلة في أماكن كثيرة.
نقول قولنا هذا وكلّنا خوف على منصّاتنا الثّقافية عموماً والرّسمية خصوصاً، أما بالعودة إلى الخبر فهو بكلّ بساطة وكما اتّفق معظم الدّارسين في هذا المجال والأكاديميين والمنظّرين والعاملين ميدانياً ومكتبياً أو ما نسمّيه في مهنتنا «محرر ديسك» فهو نقل وقائع أو معلومات وحقائق ومن شروطه الأساسية الدّقة والأمانة والمصداقية عند نقله والاهتمام بكلّ التّفاصيل من دون إهمال أو تغيير، ومراعاة الموضوعية أي الابتعاد عن الآراء الشّخصية لكاتبه.