رئيس اتحاد الكتّاب العرب: هناك أشخاص أمّيّون أعضاء

“مكاشفات” لقاء شهري يقام في فرع دمشق لاتّحاد الكتّاب العرب بمبادرة من الشّاعرة سمر تغلبي وبدعم من رئيس فرع دمشق لاتّحاد الكتّاب حينها الدّكتور محمد الحوراني.. واليوم يحلّ الدكتور الحوراني ضيفاً على هذا اللقاء بعد أشهر من تسلّمه رئاسة الاتّحاد الذي يعرّفه بأنّه مؤسسة ثقافية ليست رسمية ويختلف عن وزارة الثّقافة وأنّه في حال قيض له من يعمل به فهناك هامش كبير من الحرية وإمكانية العمل وهو وإن كان معنياً بشكل أساس بأعضاء الاتّحاد معني بغير الأعضاء واستيعاب الطّاقات الشبابية المبدعة أولاً وأخيراً، مضيفاً: لكن لا يمكنني أن أوصل المؤسسة إلى أي مكان وأنا عاجز عن عمل أي شيء بمفردي، يجب أن يكون هناك عمل جماعي ومؤسساتي يشترك به الجميع، نعمل على استيعاب الطّاقات الشّابة وتفعيل العمل الثّقافي، وتعزيز العلاقة مع الإعلام ومبادرات المهتمين بالفعل الثقافي.
وفي الحديث عن عضوية الاتّحاد ، يقول الحوراني: يجب التّخفيف من حجم القبول العشوائي في الاتّحاد ،هناك أشخاص أمّيّون في الاتّحاد فمن يتحمل هذه المسوؤلية؟.. قبل أيّام قليلة كان هناك طلب انتساب لأحدهم ولا أدري كيف تمّت طباعة كتبه، لقد أوقفنا عضوية اسمين منذ فترة قليلة.. أمّا الكتاب المطبوع فللأسف في الاتّحاد هناك مشكلات يتحمّل مسؤوليتها الكثيرون، وهناك كتب كانت مقرفة من حيث الشّكل، نحن نعمل على الشّكل والمضمون أيضاً، وخلال هذه الفترة صدرت كتب مختلفة، كما أننا نعمل على مرحلة ما بعد الطّباعة لأنّها مهمّة جدّاً وهي أكثر أهمية من الطّباعة نفسه، لكن لا يمكننا القفز فوق الواقع وهذا ليس تبريراً لكن مشكلة التّسويق ليست وليدة اليوم، نحن بحاجة إلى أشخاص في المؤسسات الثّقافية يؤمنون بالعمل الثّقافي وبحاجة لعلاقة ممتازة بين السّياسي والثّقافي والاقتصادي، لقد تواصلنا مع سفراء من أجل تصدير الكتاب ومن أجل الدّوريات لكن طلبوا التّريّث بسبب جائحة “كورونا”، أمّا بالنسبة للتّسويق الالكتروني فخلال الأسبوع المقبل سيكون لدينا اجتماع من أجل تطوير موقع الاتّحاد، نتمنى أن تكون هناك جلسات لمناقشة الكتب الصّادرة ضمن الجمعيات والملتقيات والمبادرات الشّبابية والمعنيين بالشّأن الثّقافي، كمتلقين يمكنكم إقامة جلسة محاكمة للاتّحاد والوزارة، فهناك كتب فيها فضائح كثيرة.. نعم هناك كتب صدرت عن الاتّحاد في مراحل سابقة بمستوى غير مقبول أبداً.
ويتحدّث الحوراني عن قراءة المخطوطات وأجورها ومكافآتها الزّهيدة وما يتبعها من مشكلات، يقول: هناك من يقيّم المخطوطات حسب علاقاته الشّخصية، منذ فترة قصيرة عرضت مخطوط لقارئين، الأوّل وافق عليه وأشاد به والثّاني سألني عن صاحبه ولم أصرّح باسمه فقال لي إنه أسلوب فلان وجاء رأيه بالرّفض بسبب خلاف بينهما لذلك عرضت المخطوط على قارئ ثالث وجاء ردّه بالموافقة، كذلك الأمر بالنّسبة لإحدى القاصّات، قدّمت مخطوطاً ؛ القارئ الأول وافق عليه أمّا الثّاني فرفضه مبرراً بالقول إنّه يعتقد بسرقة بعض القصص، لا يجوز لنا أن نعتقد في هذه الحالة يجب أن نقدّم النصّ الأصيل، أي يجب أن يكون لدينا الدّليل حينها نقدّم رأياً سليماً، هناك أمور كانت موجودة للأسف مثلاً، كيف لي أن أحوّل ديوان شعر إلى شخص لا علاقة له بالشّعر لقراءته وإبداء رأيه فيه؟، أو كيف لي أن أحوّل ديوان شعر عمودي إلى قارئ يهوى شعر النّثر؟.. فيما يتعلق بحصول مخطوط على موافقتين فهذه حالات نادرة، ربّما هناك أسباب جعلت شخص ما يقبل ويطبع، هناك مخطوط طلب من صاحبه بعض التّعديلات وعندما يرسل المخطوط لا يبقى من حقّه لأنّ الموافقة جاءت مع تعديلات وليس إضافات، واليوم تحديداً كانت لدينا رواية لكاتب كبير طلبوا منه تعديلات وطبعوها وأحضرها النّاشر ووضع كلمة غلاف لا يمكننا الموافقة عليها.. نحن بمقدار ما يكون هناك حرص على العمل الثّقافي والنّقابي والفكري يمكننا أن نخطو باتجاه العمل الصّحيح.. لابدّ أن نغيّر أنفسنا إن أردنا التغيير.
ولا يختلف الاتّحاد عن أي نقابة من حيث التأمين الصّحي وصندوق التّقاعد، كما أنّه يعطي استكتاباً لكل مقالة يكتبها الأعضاء وغير الأعضاء، لكنه لايزال مبلغاً زهيداً وتكثر المطالبات برفعه، وهنا يوضّح الحوراني: نحن لدينا ضوابط محددة نعتمدها فيما يتعلّق بتسعير المقالة أو المكافأة.. وفي الحقيقة هناك مقالات لا أتمنّى أن تُعطى ألف ليرة، لكن أيضاً عندما أؤمن بالعمل المؤسساتي أجد من العادي وجود مقالات كهذه، نعم 4000 ليرة كحد أدنى لتسعيرة المقالة هو سعر قليل جدّاً مقارنة بنصّ إبداعي.. لقد ناقشنا موضوع الاستكتاب أكثر من مرّة لأنه لا يمكن تعديله إلّا بمؤتمر عام وهناك توصية للمؤتمر السنوي برفع الاستكتاب وأجرة قراءة المخطوطات، لكن يجب أن ننتظر قليلاً, وأنا لست مع تحديد السّعر حسب الصّفحة كما يطالب البعض.

لكن كيف يمكن للاتّحاد تحقيق كل هذه الطّموحات وهو لا يتلقى أي دعم مالي من أي جهة وفي حال حصل على مبلغ فهو قليل جداً، وبالسّؤال عن المشاريع الاستثمارية الخاصّة بالاتّحاد، يبين الحوراني: هذا موضوع مهمّ جداً، وهنا أتذكّر علي عقلة عرسان بالخير، لأنّ أحداً من رؤساء الاتّحاد السّابقين لم يؤسّس كما أسّس هو، نحن اليوم جميعاً عالة على ما اشتراه للاتحاد ومن بعده لم يزيد أي متر على أملاك الاتحاد.. لقد حصلنا على موافقة مبدئية على شراء أرض مساحتها عشرة آلاف متر مربع بالدّيماس، أمّا بناء الّلاذقية فكان متهالكاً ونشتغل عليه وقمنا بهدمه لإعادة بنائه، وهذا يعود بالفائدة ، أقل شيء أربعون مليوناً سنوياً، ولدينا المشروع الأكثر أهمية ـ في اللاذقية أيضاًـ وهو المشروع العاشر من أكثر الأراضي التي يمتلكها الاتحاد أهميةً ونعمل لاستثماره، كذلك نعمل من أجل أرض في حلب ولكن حالياً عليها خلاف ونشتغل على حلّه.. عند تحقيق هذه المشاريع سيزيد الاستكتاب ولن يقل عن 30 ألف ليرة للعضو وغير العضو.. نحاول قدر الإمكان الاستفادة من الاستثمارات لأنّه لا أحد يعطينا أي ليرة أبداً، وفي حال كان هناك دعم فهو قليل جدّاً جدّاً.. عندما نطلب مساعدة من أحد فهذا يعني أنّنا تابعون، لذلك يجب أن تكون لدينا مشاريعنا الخاصّة التي تعود علينا بالنّفع.
وبالسّؤال عن المنفعة المعنوية، ينوّه الحوراني بالاشتغال على إقامة نادٍ للكتّاب والمثقفين وبأنّ هناك فكرة لإقامة كازية ومستوصف، لكنّه لا يفضّل الحديث بشيءٍ لم يكتمل بعد، وأمّا بالنّسبة للمعونة الاجتماعية فهي من حق الجميع ويجب أن تكرّس على أرض الواقع مبادرات عدّة منها زيارة أعضاء الاتّحاد في المحافظات كما حدث فعلاً في الأيام القليلة الماضية، ويضيف الحوراني: أنا لا أقبل أن يُهان الكاتب أبداً، لكن كما قلت لا يمكننا الخروج عن النّظام الداخلي ونحن نحاول تعديله.
وردّاً على سؤال عن (السّاليريين والموزارتيّين) وكيف يؤثرون سلباً على العمل، يجيب الحوراني: إذا أردنا التّحدّث عن أشخاص مثبطين للعمل سنجد الكثير منهم وإذا أردنا الحديث عن المنافقين فهناك الكثير منهم أيضاً، لكن أنا أتعامل مع الأشخاص حسب إبداعهم لا حسب العلاقات الشّخصية.. في العمل العام لابدّ من أن نضع في بالنا الكثير من المعوقات، هناك أمور كثيرة لم أكن أتوقعها ولكن لا أنسحب اليوم ولا يمكن أن أنسحب لأنّي أريد تحقيق ما أتيت من أجله.. قد تظهر بعض المشكلات والأخطاء، لكن العمل من دون أخطاء غير وارد.. عندما أجد شخصاً حريصاً على الفعل الثّقافي ويؤشّر عليّ بخطأ ما فعلاً هذا شخص يريد النّهوض بالعمل، لكن عندما يكون النّفاق هو ديدن الأشخاص الذين من حولي ـ لسبب ماـ فسنكون كلنا متّجهين للسقوط.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار