المنصات الالكترونية .. هل ستكون بديلاً عن العرض التلفزيوني ..؟
صناعة تنافسية جديدة دخلت إلى واجهة العرض التلفزيوني والسينمائي في موضوع استقطابها لعرض الأعمال الفنية على منصاتها، خاصة أنها تخلو من التخمة الدعائية التي باتت تتمتع بها معظم العروض الفنية على شاشة التلفاز؛ الأمر الذي شكل نفوراً للمشاهد، وجعلته يبحث عن منصات عرض تخلو من الحملات الدعائية، وعدد محدد من الحلقات، وهو ما جعل منصات العرض تشكل تهديداً حقيقياً لعرش التلفزيون والذي بدأت المنصات في إزاحته منذ عدة سنوات خاصة إبان الموسم الرمضاني حيث تصدرت بعض المنصات الالكترونية أعلى المتابعات وكسرت قاعدة مسلسلات الـ 30 حلقة ودفعت بشركات الإنتاج إلى نمط جديد يتناسب مع العرض السريع، وهو العشاريات ما دفع بالكثير من الممثلين إلى تجربة الشكل الجديد خاصة مع توجه بعض النجوم العالميين إلى المزاج الالكتروني، وتصدرهم أعلى المتابعات لدرجة أن بعض المحطات الفضائية ستحاول البحث عن منصات رقمية لبث أعمالها، بعد أن أصبحت هذه المنصات تحقق أعلى المشاهدات..
حضور باهت للتلفزيون
أراء عديدة ومتنوعة رصدتها (تشرين) عن تصدّر المنصات الالكترونية كعامل جذب جديد للمشاهدين في ظل التطور التقني الذي تشهده الصناعة الدرامية والسينمائية في العالم.. حيث رأى الفنان حسام تحسين بيك أنه نتيجة تغير الظروف الآن؛ أضحى المسيطر على المشاهدة قنوات “اليوتيوب”، فبات الجميع يذهب باتجاه هذا النوع من خماسيات وسباعيات وعشاريات سهلة وأسرع، وتناسب حالة التطور التقني والتكنولوجي بشكلٍ أكبر؛ فصار حضور هذا النوع أقوى من التلفزيون، والذي سيصبح باهتاً أمام هذه الثورة التقنية الجديدة، إضافة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي؛ طغت على التلفزيون من حيث المتابعة العالية واستثماراتها الكبيرة كما أن سرعة إنتاجها وانتشارها بتكاليف بسيطة دفعت بأغلب المنتجين لأن يذهبوا نحو العمل الدرامي الذي يؤدي فكرته بغض النظر عن عدد حلقاته.
مرونة المواعيد
من جهته أكد الفنان وضاح حلوم أنه لدى المنصات الموازية للإنتاج والعرض الكثير من الميزات مقارنة بالفضائيات، خاصة أنها تبتعد عن الإعلانات المبالغ فيها، والتي تفسد المشاهدة ما يجعل الجمهور يذهب باتجاهها، أيضاً مرونة المواعيد، فالمشاهدة متاحة طوال الوقت إضافة إلى اتساع مساحة الخيارات، والرقابة عبرها شبه معدومة، ولعل الميزة الأفضل هي الحصرية، فكل منصة لديها مجموعة من الأعمال غير المعروضة في مكانٍ آخر وذات مستوى متميز كذلك.. ولكن تبقى التكلفة، التي مهما كانت بسيطة، فهي تعدّ عبئاً مادياً مقارنة بالتلفزيون.
كسر قاعدة العرض الرمضاني
وأشارت الفنانة علا الباشا بأن عصر السرعة فرض شكلاً جديداً من المشاهدة خاصة أن المشاهد ملّ من الأعمال الطويلة ذات الثلاثين حلقة لذا توجه المنتجون إلى نوعٍ جديد من العرض ولا نعرف إذا كان التلفزيون قادراً على هذه المنافسة في ظل التطور السريع.. لذا باتت معظم الأعمال الدرامية تتجه نحو المنصات كي تخرج من عباءة الموسم الرمضاني ولأنها تصل إلى الجميع بسهولة وتحقق نتائج إيجابية على مستوى المتابعة والحدث الدرامي المتماسك البعيد عن المط غير المبرر..
المحتوى الجيد يجذب الجمهور
الناقد الصحفي عمر جمعة؛ قال إنه في ظل ارتفاع نسب المشاهدة الإلكترونية، تنافست المنصات الرقمية على تقديم عروض تسويقية للجمهور العربي، والاستحواذ على حقوق عرض الدراما الرمضانية، وهو ماسيهدد مستقبل المحطات التلفزيونية التقليدية، فالقنوات التلفزيونية التي لا تمتلك منصات مشاهدة رقمية من الصعب أن تجد لها مكاناً في المستقبل، هذه المنصات غيرت العادات التقليدية للجمهور، خاصة في رمضان، الذي اعتاد فيه الجمهور العربي الالتفاف حول شاشة التلفزيون، فجاءت هذه المنصات لتجذب الجمهور إليها..
وأضاف: هناك مساحة من العروض التي تشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر من العروض التلفزيونية؛ لذا اختارت مجموعة من شركات الإنتاج أن تكون هذه المنصات هي أداة التواصل مع المشاهد مثل “شاهد نت” أو “وياك” أو “شاهد فور يو” والتي عرضت معظم الأعمال المنتجة عربياً، وهناك بعض المنصات باشتراكات مجانية، والمفاجأ أن هذه المنصات لاقت نسب مشاهدة عالية أكثر من العروض التلفزيونية، ولعل آخرها مسلسل “قيد مجهول” الذي يعرض على “اليوتيوب”، وحقق نسب مشاهدة عالية، ولفت النظر للأداء العالي للفنان عبد المنعم عمايري، واعتقد أن هذه المنصات تتيح خيارات واسعة للعروض لشركات الإنتاج من ناحية المشاهدة الأوسع والبعيد عن التخمة الدعائية والإعلانية وبالنسبة للمشاهدة يكون خياره أكبر لكونه يستطيع مشاهدة مسلسل كامل على منصة الكترونية، وباتت هذه المشاهدة لأغلب العاملين في الصحافة والفن والإعلام الخيار الأول لهم لأنه يشاهد خلال فترة وجيزة ما يتيح لهم تقييم العمل ومتابعته في فترة قصيرة، أما على مستوى المنافسة فهناك بعض المنصات عملت على تقديم الأعمال الدرامية وعرضها من دون أن تتعرض للمقص الرقابي، وفتحت باب المنافسة بين شركات الإنتاج وصناع الدراما على تقديم الأفضل؛ لأن خيارات المشاهدة صارت أكبر في ظل التطور التكنولوجي وأنا اعتقد أن المنصة ستكون بديلاً للتلفزيون، والفرصة الآن أمام أغلب المنصات التلفزيونية لاختيار أعمال جيدة تحقق المتابعة الجماهيرية التي هي عامل من عوامل نجاح المنصة لاستقطاب أكبر نسبة من المشاهدين؛ فالمحتوى الجيد يجذب الجمهور الجيد.