عشارية “عش الغراب” ممازجة سينمائية بإيقاع تلفزيوني
سحر المكان وغرائبيته كانا الجاذب الأكبر لتنفيذ فكرة العمل، وبين الحميمية والغموض وحب الاستكشاف تنقّل فريق (تشرين) في غابة ميسلون الواقعة في ريف دمشق الغربي برفقة أسرة مسلسل “عش الغراب ” حيث يتابع المخرج السينمائي وليد درويش تصوير هذه العشارية من تأليف سامر عادلة وتعاون فني لعلي الماغوط وإنتاج شركة “سوريان” للإنتاج والتوزيع الفني في أول إنتاجاتها الدرامية.
العمل الذي سينقلنا عبر أحداثه إلى عوالم الملاحقات والمطاردات والأحداث الشائقة والمفاجآت التي تحبس الأنفاس، إضافة إلى الأطماع التي تودي بأصحابها إلى ارتكاب جرائم قتل، وحالات الغدر بين الأصدقاء، تدور محاورة ما بين طموح الشباب وواقعهم، وما بين ماضي كبار السن وتاريخهم، حيث تتأرجح الشخصيات بين الماضي والحاضر وتتقاذفها رغباتها الجامحة، لتنقل تفاصيل الحياة اليومية في ظل الظروف المختلفة للشخوص على الصعيد الإنساني والمهني والاجتماعي.
ويشارك في هذه العشارية نخبة من نجوم الدراما السورية منهم : حسام تحسين بيك، وضاح حلوم، جمال العلي، أمية ملص، علا باشا، ربا المأمون، محمد خاوندي، عامر علي، وسيم الرحبي، مؤيد الخراط، رشا إبراهيم، مجد مشرف، طارق نخلة، وسام أبو صعب، رهام عزيز، لبابة صقر، آية سليمان ونور شاهين… وغيرهم.
المخرج وليد درويش أكد لـ”تشرين” بأننا أمام فرضية اجتماعية موجودة في كل المجتمعات، وهي الجريمة والجشع والطمع والسرقة وخلاف الأخوة على المال، ولكن هناك بعض الخيوط التي تتعلق باسم العشارية وإحدى الشخصيات الرئيسة تمتاز بهذه الصفات، وهو ما سبب خلافات في عائلته، إضافة إلى جرائم قتل وخطف وتزوير، فالقصة اجتماعية تعيشها عدة شخصيات وسنشهد نهاية غير متوقعة وسيكون هناك الكثير من الاستفسارات والأسئلة التي سيتم الإجابة عنها في آخر مشهد للعمل وهو المشهد “367”.
وعن خصوصية المكان وتعدد مواقع التصوير يجيب درويش: لدينا العديد من مواقع التصوير، ولكن الموقع الأساس هنا يخدم فكرة النص بكل تشعباتها وبشكلها البصري، وهي جزء من المؤامرات التي حيكت ضد البعض الذين ذهبوا باتجاهات مختلفة، ونتمنى أن نقدم شيئاً مختلفاً خاصة أن الديكور سبب رئيس لنجاح أي عمل يخدم فكرة النص واعتمدناه بسبب الشخصية الهستيرية التي يلعبها الفنان حسام تحسين بك لكونه يميل إلى هذه الأجواء رغم الأموال التي يمتلكها إلا أنه يحب أن يعيش خارج الازدحام .
ولفت الفنان حسام تحسين بك بأن شخصية “عبد المنعم أبو الريش” التي يؤديها تتميز بتلونها وقدرتها على الاحتيال، ويوهم الناس بأنه متوفى ليعود للظهور مجدداً كي يستمر بأعماله الخارجة على القانون.
ونوّهت الفنانة علا الباشا بأن شخصية “سوسن ” الصحافية الانتهازية التي تؤديها همّها الوحيد إظهار أنوثتها وتحقيق مآربها الشخصية وهي تتسم باللاجدية، وسرّ تواجدها في المكان يأتي عبر دعوة لها لتغطية افتتاح منتجع ولكن تقودها الأحداث إلى مكان آخر بعيد عن المكان الذي يفترض أن تتواجد فيه.
وتحدثت الفنانة أمية ملص عن الإرهاصات النفسية للشخصية وقالت: عندما قرأت الدور تمكنت من تشكيل بعد نفسي وإنساني وحتى فيزيولوجي لملامح الشخصية، هذه التوليفة أتاحت لي إظهار تيمة الشخصية بشكل يشبه الاشتغال على الشخصيات في الحالة المسرحية من جهة البحث في أبعاد الشخصية وإرهاصاتها وتطويع أدواتها ودواخلها في خدمة الشخصية المقدمة عبر الأداء.
الفنان وضاح حلوم قال: عندما قرأت النص وتعمقت فيه وجدت هذا البعد البوليسي المرتبط بتفاصيل كل ما يحدث في الغابة، وأضاف بأننا أمام حدث جديد نبحث عما يوجد وراءه وإلى أين سيصل، وعبر شخصية “رضا ” شقيق عبد المنعم أبو الريش هناك حالة من الاشتغال على الجانب الشخصي النفسي واللعب على الأوتار النفسية لكونه يملك الألغاز الخاصة بالشخصية الأساسية وهو مختلف عن إيقاع الشخصيات كلها وهذا السر في شخصيته .
الفنان وسيم الرحبي قال: غرابة العنوان للوهلة الأولى أخذتني إلى عمل «موديرن» ولكن مع قراءة العمل تبين أن العشارية تأخذنا إلى عوالم الجريمة والخيال، صحيح أن العمل درامي إلا أنه يحمل لمسات سينمائية متمازجة مع الايقاع الدرامي، وهو ما ستشهده معظم الشخصيات ومنها شخصية “عوني” التي أؤديها؛ دكتور الجامعة الذي يمتاز بماديته وبأنه ذو طباع سيئة ويفتقد للإنسانية ، ترك مهنته لأجل المال وتحقيق مآربه الخاصة.
الفنان مؤيد الخراط قال : الاسم الغريب للعمل وهو ما دفعني لقراءة النص ومابين السطور كي نفهم سبب تسميته بهذا الاسم وقصده فيه، وعبره أقدم كاركتراً مختلفاً له علاقة بالطرافة يخدم الممثل وتفاصيله إلى حد ما، وحاولت خلق حالة من التماهي بين الحالة البصرية السينمائية والتلفزيونية بالتعاون مع المخرج كي تظهر بالصيغة التي أردناها أن تكون.
المخرج السينمائي علي الماغوط الذي يقوم بالتعاون الفني في هذه العشارية أشار إلى أن “عش الغراب” هو عمله الأول على صعيد الدراما التلفزيونية، ووصفه بالتجربة الجميلة والممتعة التي تعتمد على الإثارة والغموض مبيناً أنه تم بناء أكواخ وتجهيزها لاستخدامها في إخراج العمل ضمن مواقع معينة في غابة ميسلون بصورة تخدم فكرة العمل.
تصوير: يوسف بدوي