(كورال سيدة الوادي) .. في أمسياته (رح نبقى)

قدم نفسه بكل أناقة ورقي فاستحق عبر اثني عشر عاماً وبكل جدارة أن يلمع اسمه في أفق الإنشاد والغناء الجماعي على مساحة الوطن وخارجه وأثبت أعضاؤه بكلماتهم الصادقة وألحانهم العذبة أن ما يخرج من القلب يدخل القلب من دون استئذان تاركين لإبداعهم أن يعمل عمله في نفوس وقلوب متلقيه أعمالاً تليق بذكر الكتاب المقدس (من ثمارهم تعرفونهم)..
بدأت يوم أمس من السويداء على خشبة المسرح الثقافي جولة (كورال سيدة الوادي) في أمسياته الوطنية والدينية التي تحمل عنوان (رح نبقى) ليتابعها اليوم في دمشق حيث تستضيفها خشبة مسرح الحمراء عند السابعة مساء ولتختتم الجولة يوم السبت القادم في حمص في المسرح الثقافي.
وفي تصريح خاص لـ(تشرين) تحدث المطران إيليا طعمة، مطران وادي النضارة المسؤول عن الكورال ومدرّبه فقال:
وُلِدَ الكورال في وادٍ جميل يُسمَّى وادي النضارة ، فيه النّضارة والحضارة تتلاقَى كما في بِقاعٍ كثيرة من بلادي, حيث ترعرع واشتدَّ عودُهُ في سنوات الحرب على سورية, وكان كلَّمَا ازدادت طبول الحرب قرعاً كلما انسكبت على أعضائه من فوق هباتٌ ومواهبُ. فكانت طريقتهم في مواجهة الحرب الظالمة، أنهم أطلقوا العَنَانَ للإبداعِ الشّعريِّ والموسيقيِّ ممَّا تنزَّلَ عليهم من فوق. وحَمَلُوا رسالة تقول: نحن مازِلنا هنا فاسمعوا صوتَنا، وأصْغُوا إلينا.. نحنُ كورالٌ ملتزمٌ يؤمنُ بأنَّه لا تُوجَد أقليّاتٌ في بلادي، بل كلنا لسوريَّة، وسوريَّة كلُّهَا لَنَا. رسالتُنَا وطنيّة ومسيحيّة قائمة على الإبداعِ والتَّجدُّد، فالكورال يُنشِدُ فقطْ مِمَّا يكتب هو، ويلحّن، ويُوزّع، وقد جالَ في لبنانَ والأردن وسوريَّة يحمِلُ هذهِ الصرخةَ وسيتابعُ حَمْلَ هذه الرسالة مادامَت هذه الحناجر تصدحُ بأصواتِها. لقد جعلْنا منْ مجتمعِ الكورالِ مُجتمعَنا الحُلمْ، حيثُ روحُ الجماعةِ تغلبُ الفرديّة، وحيثُ قيمةُ الفردِ تَبرُزُ في الجماعة.
وعن هذه الأمسية وبرنامجها يتابع سيادة المطران قائلاً: يضم الكورال أربعة وعشرين منشداً ومنشدة وثمانية عازفين وفريقاً تقنياً مؤلفاً من سبعة أعضاء, ويقدم اليوم باقة من الأناشيد الوطنية والدينية تحت عنوان (رح نبقى) من تأليف وتلحين وتوزيع أعضاء الكورال نذكر منها: نشيد الشهيد, موطني, رح نبقى, للرب رنموا, رح يرجع يتعمر بلدي, أين شوكتك, إلهي دعوتك, بقلبي الموسيقا, صمت العاقل, لماذا تقف بعيداً… إضافة إلى بعض القراءات والمشاهد..
يذكر أن (كورال سيدة الوادي) تأسس ببركة صاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس منصور, وببركة وهمّة صاحب السيادة المطران إيليا طعمة وهو مدرّب الكورال ورئيسه. وقد اتخذ الكورال من (بلبلٌ منفردٌ لا يصنع ربيعاً) شعاراً لمسيرته التي بدأت منذ اثني عشر عاماً والتي أثمرت باقات من الأناشيد الموزعة في أربعة إصدارات من كتابة وتلحين وتوزيع أعضائه.