درعا.. برنامج للعودة بمحصول العنب إلى سابق عهده
جهود حثيثة تبذل في محافظة درعا لإعادة الألق لمحصول العنب، باعتباره أحد أهم المحاصيل الزراعية التي تفخر المحافظة بإنتاجها، والعودة به إلى سابق عهده، بعد الانتكاسة التي مني بها خلال سنوات الحرب على سورية، ما أدى إلى تضرر مساحات كبيرة وخروجها من طور الإنتاج .
وفيما يستعد مزارعو العنب لجني محصولهم في قادم الأيام، يخشى هؤلاء من تراجع كميات الإنتاج هذا الموسم بفعل عوامل عدة أبرزها ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج كالري وأسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية اللازمة، لكون أشجار العنب كثيرة الإصابة بالآفات الحشرية وهي بحاجة دائمة للرش والمكافحة، ما دفع البعض للاستعاضة عنها بمحاصيل أكثر جدوى، على حد وصف أحد المزارعين .
وشهدت زراعة العنب في المحافظة رواجاً كبيراً خلال سنوات ما قبل الحرب، إذ وصلت المساحة المزروعة فيها إلى 2470 هكتاراً تضم 1.7 مليون شجرة تنتج ما يقارب نحو 60 ألف طن عنب، لكن هذه الأرقام تراجعت بفعل عوامل عديدة، وحسبما ذكر رئيس دائرة التخطيط في مديرية الزراعة في درعا المهندس حسن الأحمد فإن عدد الأشجار المثمرة يصل إلى 641 ألف شجرة، فيما تقدر كميات الإنتاج هذا الموسم بـ 13 طناً تقريباً، لافتاً إلى أنه وبرغم أن محصول العنب مروي بشكل كامل إلا أن ارتفاع تكاليف الإنتاج والري وموسم الجفاف تركت تأثيراتها على المحصول .
وتنتشر زراعة العنب في كل مناطق المحافظة تقريباً، فيما تتركز بشكل أكبر في المناطق الغربية، في مدن وبلدات أبرزها (طفس، داعل ، العجمي ، تل شهاب، نوى، زيزون، الأشعري والمزيريب)
وبيّن رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في المديرية المهندس محمد الشحادات أنه وبغية العودة بمحصول العنب في درعا إلى سابق عهده يتم تطبيق برامج الإدارة المتكاملة الخاصة بالمحصول، منها افتتاح مدرسة حقلية خاصة بالعنب في مدينة داعل يتم فيها تدريب المزارعين على الإدارة المتكاملة لخدمة المحصول بدءاً بالري وانتهاء بالقطاف، بهدف الوصول إلى منتج خالٍ من الإصابات ومن الأثر المتبقي للمبيدات، مشيراً إلى حزمة النشاطات والندوات والأيام الحقلية التي يجري تنفيذها للتدريب على إدارة الري والاحتياج المائي والمكافحة المستمرة للآفات، وصولاً إلى خدمة التسويق والتوضيب.
ولفت الشحادات إلى تطبيق برامج خاص بالمكافحة الحشرية يقوم بإطلاق أعداء حيوية وتعليق مصائد فرمونية وإجراء الرش الجزئي للمحصول، واستخدام مستخلصات نباتية بدل المبيدات الحشرية، والأسمدة العضوية بدل الكيميائية، وذلك للتقليل من تكاليف الإنتاج على المزارعين من جهة والوصول إلى منتج خالٍ من أي أثر متبقٍ للأسمدة والمبيدات.