شراء اللبن مقبول والجبنة بـ”الأوقية” ..!
شهدت أسعار الكثير من المواد الغذائية وغيرها من المواد الأساسية انخفاضاً بأسعارها خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلا أن هناك العديد من المواد مازالت محافظة على ارتفاع أسعارها ومن ضمنها الحليب ومشتقاته من ألبان وأجبان على الرغم من كونها ذات إنتاج محلي وتنتج بكميات كبيرة في الأسواق المحلية من دون الحاجة إلى استيراد أي كمية منها.
وخلال جولة لـ(تشرين) على عدد من محال بيع الحليب ومشتقاته في منطقة الشيخ سعد بالمزة في دمشق وجدنا بأن أسعار تلك المواد الضرورية مازالت كاوية وبعيدة المنال عن موائد ذوي الدخل المحدود فوصل سعر كيلو الحليب ما بين 1250 و1300 ليرة، ووصل سعر كيلو اللبن إلى 1500 ليرة، وسعر كيلو اللبنة تجاوز 6000 ليرة، وسعر كيلو الجبنة الشلل وصل إلى نحو 12 ألف ليرة، وسعر كيلو الجبن البلدي وصل إلى 6000 ليرة.
انخفاض الإقبال
عدد من أصحاب محال بيع الحليب ومشتقاته أكدوا لنا بأن سبب ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته بالدرجة الأولى هو ارتفاع تكاليف نقله إذ يتم استجرار الكميات المطلوبة منه من الأرياف البعيدة إضافة إلى ارتفاع تكاليف إنتاج الحليب ومشتقاته لدى المنتجين من أعلاف وأدوية بيطرية وغيرها، وأكد لنا أصحاب المحال بأن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته أدى إلى انخفاض نسبة الإقبال على الشراء من قبل المواطنين فكميات الشراء أصبحت قليلة والكثير من المواطنين يأخذون كميات قليلة (بالأوقية) ولاسيما مادتي الجبنة واللبنة في حين بقي إقبال المواطنين على شراء مادة اللبن مقبولاً نوعاً ما لكونه من المواد الضرورية ولاسيما على مائدة الافطار.
لا مبرر منطقي
المواطنة هناء مصطفى أشارت إلى أن سبب بقاء ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته هو ضعف الرقابة التموينية على الأسواق فليس هناك من مبرر منطقي لارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته في ظل انخفاض أسعار المواد الغذائية وغيرها من المواد ولاسيما أن انتاج الحليب ومشتقاته هو إنتاج محلي وليس مستورداً ويتم بشكل يومي إنتاج تلك المواد وبكميات كافية للأسواق جميعها، مطالبة بضرورة تعزيز الرقابة التموينية على الأسواق ووضع تسعيرة مناسبة لتلك المواد.
الأعلاف والمحرقات هما السبب
من جهته أكد رئيس جمعية الألبان والأجبان عبد الرحمن الصعيدي لـ(تشرين) أن سعر الصرف ليس المسؤول عن ارتفاع سعر الحليب ومشتقاته كما يتم الاعتقاد بل يتعلق ذلك الارتفاع بأمرين أساسيين، وهما سعر الأعلاف من حيث الغلاء، والعامل الثاني هو المحروقات لجهة توافرها أو انقطاعها .
وأضاف الصعيدي: رفعنا كتاباً منذ أيام عن طريق اتحاد الحرفيين بخصوص سعر الأعلاف، إذ أصبح هناك تدقيق على أساس أنه يتوجب على تجار الأعلاف تخفيض سعر العلف تماشياً مع انخفاض سعر الصرف الذي أدى لانخفاض الكثير من الأسعار وموضوع المحروقات حالياً هو المشكلة الكبيرة ويعاني منها كل المربين والمنتجين والحرفيين فعدم توفر المحروقات أدى لتضاعف أجور النقل ما أثر على زيادة أسعار التكلفة للحليب .
وأضاف الصعيدي: تواصلنا مع وزارة التجارة الخارجية وأخبرونا أنه مقابل تصدير بعض الأصناف من مشتقات الحليب يتم استيراد مواد أولية وأدوية لذلك لا يمكن إيقاف التصدير، ولاسيما أن ذلك لا يضر بالسوق المحلية لكون الكميات المصدرة ليست كبيرة.
وأضاف الصعيدي : أغلبية ما يتم تصديره للخارج يتم تصديره من حماة إلى الخليج ويقتصر التصدير على الأجبان لصعوبة تصدير الألبان والحليب من حيث النقل والتكلفة.
وقال الصعيدي : في مثل هذه الأيام بموسم الربيع تنخفض الأسعار بنسبة 20٪ لغزارة الإنتاج لكن هذا العام موسم المراعي ضعيف نتيجة قلة الأمطار إضافة إلى ذلك، ونتيجة للحرب الإرهابية التي شنت على بلدنا على مدار السنوات العشر الماضية أصبح لدينا نقص بالثروة الحيوانية وهذا يؤثر أيضاً على الأسعار.
ونوه الصعيدي بأن الحليب سعره في أرض المزارع ألف ليرة ويصل للمستهلك بـ1200 ليرة تتضمنه تكاليف الإنتاج وثمن العبوات أو أكياس التعبئة.