أمسية «نور بعد الظلام».. بعد سلسلة «رحلة الشعب من مصر إلى كنعان»
إنه «الفصح» عيد الأعياد وموسم المواسم فيه نتلألأ مصافحين بعضنا بعضاً بفرح حاملين فيه علامات الانتصار والظفر لأنه العبور من الموت إلى الحياة وفيه المبتدى والمنتهى.. إنه «الفصح» إنه اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل به..
من هنا وببركة وحضور صاحب القداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أقامت أبرشية دمشق البطريركية بالتعاون مع النيابة البطريركية لشؤون الشباب والتنشئة المسيحية نهضة روحية خاصة في زمن الصوم الأربعيني المقدس تحت عنوان «رحلة الشعب من مصر إلى كنعان» وذلك في كاتدرائية مار جرجس البطريركية للسريان الأرثوذكس في باب توما، استمرت ما بين 19 آذار الماضي وحتى 23 نيسان الجاري واختتمت الفعالية بأمسية مرتلة بعنوان «نور بعد الظلام» بدعم من «منظمة نجدة مسيحيي الشرق».
وخلال الأمسية أقيمت الصلوات التي ترأسها صاحب القداسة من أجل عودة الأسرى والمخطوفين خاصة مطراني حلب المخطوفين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لاختطافهما, كما بارك إقامة هذه الفعاليات لأنها تعكس رسالة السيد المسيح الذي حمّلنا إياها وهي رسالة خلاص العالم رسالة تعكس محبة ونور وصلاح الله في حياتنا لنكون سفراء وشهوداً صادقين وتلاميذ حقيقيين لأجل أن نعيش حياة الإنجيل لأجله وأن نتحمل الصعوبات لأن السيد المسيح جاء ليعطينا الحياة بقيامته المجيدة.
كما تلا الربّان جوزيف بالي السكرتير البطريركي ومدير دائرة الإعلام في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس البيان المشترك الذي أصدرته البطريركية مع بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بشأن اختطاف المطرانين.
وفي تصريح خاص لـ« تشرين» تحدث نيافة المطران مار أنتيموس جاك يعقوب النائب البطريركي لشؤون الشباب والتنشئة المسيحية عن هذه الفعالية قائلاً: تضمنت الفعالية التي أقامتها الأبرشية سلسلة محاضرات تصور «رحلة الشعب من مصر إلى كنعان» والتي حملت العنوان لتكون بمثابة نهضة روحية خاصة في زمن الصوم الأربعيني المقدس, وتصوّر هذه الرحلة ما يتخلل مسيرتها عبر السلوك في الطريق إلى «كنعان» من صعوبات وتجارب وصعود ونزول في الدرب القاسي للوصول إلى «ملكوت الرب» الذي تمثله «الحية النحاسية» رمز الصليب المحيي, إذ تتمثل هذه الرحلة بعناوين المحاضرات التي ألقيت على التسلسل على مدى ستة أسابيع وفق ست محاضرات, حيث ألقيتُ محاضرتَي «خروف الفصح» و«الحية النحاسية», بينما ألقى نيافة المطران مار بطرس قسيس المعاون البطريركي والمعتمد البطريركي في أبرشية حلب محاضرتين حملتا عنواني «عبور البحر الأحمر» و«حرب مع عماليق», كما ألقى نيافة المطران مار يعقوب باباوي النائب البطريركي لشؤون الرهبان وإدارة إكليريكية مار أفرام السرياني اللاهوتية محاضرتي «البرية والمنّ» و«الناموس».. وسبقت المحاضرات تأملات كتابية تخللتها ترانيم وتسابيح وعرضت على الشاشة التي كانت تدعو الحاضرين للمشاركة في أدائها سواء باللغة العربية أو اللغة السريانية، كما توّجت هذه الفعالية بالأمسية المرتلة «نور بعد الظلام» وهذه هي رسالتنا ليشرق النور والرجاء في قلوبنا عبر وجه السيد المسيح لأنه بعد كل آلام وصعاب هناك فجر قيامة.
أما وائل كاسوحة رئيس بعثة منظمة نجدة مسيحيي الشرق في سورية “SOS chrétiens d’Orient” فيقول: انطلاقاً من إيماننا بتجذر السوريين في هذه الأرض التي ينتمون إليها كان أحد أهدافنا على المدى البعيد دعم المشاريع الثقافية والروحية لتثبيت هوية السوريين في البلاد من خلال نشر الثقافة الموسيقية ودعم الموسيقا وتسليط الضوء على البيزنطية والسريانية والأرمنية منها وإحيائها ونشرها.. من هنا تمّ إحياء مجموعة أمسيات « نور بعد الظلام» وكانت بمثابة رحلة بدأت من دمشق وتوجهت إلى حلب ثم اللاذقية وكسب وخبب في درعا وحفلة تمت برعاية غبطة البطريرك يوسف العبسي وكان ختامها أخيراً في دمشق في البطريركية ببركة ورعاية صاحب القداسة. يذكر أنه إضافة إلى نشاط المنظمة في المجال الثقافي فهي تهتم بالترميم والتأهيل, والتعلم والتعليم, وتأمين مستلزمات الحياة الأساسية بطريقة الاستجابة الطارئة في الأزمات كالنزوح الداخلي والكوارث والحرائق وتقديم مساعدات وإعانات طبية ومعدات للمشافي كما تدعم الجمعيات المحلية وتقيم الأنشطة التنموية الشبابية لترسيخ ثقافة المواطنة والتطوع, و تدعم السياحة الثقافية عبر نقل صورة صحيحة عما يجري في سورية لتغيير الصورة المشوهة التي تبثها قنوات الإعلام المزيفة ولتشجيع عودة الوفود الثقافية لزيارة سورية وتنشيط السياحة فيها.
وعن هذه الأمسية وبرنامجها ومضمونها يقول المرنم ليفون عباجيان لـ« تشرين»: أقيمت هذه الأمسية في ختام فعاليات النهضة الروحية التي أقامتها البطريركية تحت رعاية قداسة البطريرك وحملت عنوان « نور بعد الظلام» وقد قُدِمت كصلاة لأجل فكّ أسر المطرانين وبمناسبة ذكرى الإبادة الأرمنية, وتضمنت مجموعة من الترانيم المشرقية المستوحاة من آلام وقيامة السيد المسيح المختارة من عدة طقوس كنسية وباللغات العربية والسريانية والكلدانية والآشورية واليونانية والأرمنية نذكر منها: «إنني أشاهد خِدرك, قامت مريم, يا نفسي, استيقظوا أيها الساهرون, آخ تاكوره..», إضافة إلى وصلة «الآلام», التي ضمّت مختارات من ترانيم الجمعة العظيمة, ووصلة «القيامة» التي ضمّت: «تهللي يا أورشليم, يا أيها الشعب, إن المسيح قد قام» وذلك بألحان كنسية عديدة, إضافة إلى ترنيمة « الزهرة الجديدة» المنتقاة من الطقس الأرمني و المهداة إلى أرواح شهداء الإبادة الأرمنية ومجازر «سيفو» الذي يصادف يوم الأمسية عشية ذكراها.
وشارك في الأمسية عدة مرنّمين من الخارج عبر الإنترنت مباشرة وهم: الشماس يوسف شمعون من نيويورك, الشماس يعقوب شاهين من دبي, ليال نعمة من بيروت، وإيلونا دنحو من استوكهول، إضافة إلى الفرقة في دمشق والتي تتألف من المرنم ليفون عباجيان، المرنمة عبير البطل, حازم جبور على الكيبورد وهانيبال سعد على الغيتار وباسم الجابر على الكونترباص والعود.
يذكر أن المرنم ليفون خريج المعهد العالي للموسيقا اختصاص غناء شرقي تتلمذ على يد الأستاذين باسل صالح وكمال سكيكر, مسؤول المدرسة البطريركية للموسيقا البيزنطية في أبرشية دمشق وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك والمرنم الرسمي لكنيسة القديس يوسف في منطقة الطبالة.. تعمق في دراسة الموسيقا الكنسية الشرقية البيزنطية على يد أهم الأساتذة في سورية ولبنان وتولى قيادة عدة جوقات كنسية في دمشق وريفها.. وقدم العديد من الأماسي داخل وخارج سورية كمؤدٍ إفرادي أو ضمن الجوقات والكورالات..