قاعة العرش بقلعة حلب تحتضن محبي الثقافة.. وخير بداية أمسية «العشق الإلهي»

حلب- رحاب الإبراهيم:

عادت قلعة حلب لاحتضان زوارها وإقامة الأنشطة الثقافية، بعد تضررها من زلزال شباط العام الفائت، وكانت خير بداية أمسية إنشادية في قاعة العرش جمعت بين الأناشيد الصوفية والقصائد المغناة من التيار الهدوئي الكنسي.. وكانت الأناشيد الصوفية تحت عنوان “العشق الإلهي” ضمن فعاليات أسبوع “نور من حلب” بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح ومحافظ حلب حسين دياب وعدد كبير من مسؤولي حلب وشخصيات ثقافية ودينية وحشد شعبي كبير.
تفاعل الحضور، الذي ضم مختلف أطياف أهالي حلب، من مسلمين ومسيحيين، كان واضحاً عبر الانسجام مع باقة الأناشيد المغناة، التي لا يمكن اعتبارها أغاني دينية بقدر ما كانت روحية تلامس النفوس والعقول أيضاً.
وزيرة الثقافة في حكومة تصريف الأعمال الدكتورة لبانة مشوح في تصريح للصحفيين تحدثت على أهمية إقامة هذه الأمسية في قاعة العرش بقلعة حلب، التي تمتلك رمزيتها التاريخية والثقافية، وتأتي بعد افتتاح الأسواق الأربعة في مدينة حلب ومنارتها، التي تضمنت العديد من الأنشطة الثقافية والتراثية، التي تبين حيوية أهالي حلب وقدرتهم على النهوض وأحياء مدينتهم الهامة على كل الصعد.
ولفتت وزيرة الثقافة إلى أن الأمسية لخصت أسمى معاني القيم الإنسانية والروحية، وأظهرت حالة التعايش والتلاحم بين أبناء البلد الواحد في رسالة واضحة للعالم أجمع، فهذه المحبة الجامعة هو ما يميز سورية عن غيرها من بلدان العالم كلها.
مطران أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس أفرام معلولي أكد أن الغاية من أمسية العشق الالهي إيصال رسالة إلى العالم أجمع تظهر قيم المحبة والتعايش المشترك والتآخي بين المسلمين والمسيحيين، وحالة العشق للخالق، حيث عشقوا الله كل بطريقته،  وأحبوا بعضهم والوطن معاً.
مفتي حلب الشيخ الدكتور محمود عكام، الذي قدم كلمات ابتهالية خلال الأمسية أشار إلى معاني الإنسانية السامية التي تضمنتها أمسية العشق الإلهي المتمركزة  حول أساسات العشق لله والمحبة للإنسان وترجمتها من خلال فعل الخير، معتبراً أن هذه الأمسية بمثابة انطلاقة جديدة نحو السير بالخير والمحبة.
بدوره الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط د.ميشال عبس، الذي عبر عن سعادته لوجوده في مدينة حلب وحضوره هذه الأمسية في قلعة حلب التاريخية، حيث لم يعتبرها فعالية ثقافية واجتماعية فقط، وإنما روحية بالمطلق تظهر حالة التلاحم والعيش المشترك، مقدمة صورة مصغرة عن سورية بلد المحبة والسلام والحضارة.
هذا وتختتم اليوم فعاليات أسبوع “نور من حلب” بعد تقديم أنشطة على مدار أسبوع تنوعت بين ثقافية واجتماعية وشبابية وخيرية، تظهر جميعها مضي حلب في مسار الإعمار رغم كل الصعوبات والأوضاع الاقتصادية الصعبة ومحبة أهلها للحياة والفرح ومقدرتهم على النهوض بها وإرجاعها أفضل مما كانت عليه، بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص.

ت – صهيب عمراية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار