حشرة “الجاسيد” تهدد محصول القطن في دير الزور
تشرين – مالك الجاسم:
نتيجة الظروف المناخية التي شهدتها محافظة دير الزور مؤخراً أدى ذلك إلى انتشار حشرة “الجاسيد” بعدد كبير من الحقول، وهذه الحشرة من الحشرات الضارة للمحاصيل، لذلك كانت هناك شكاوى كثيرة حول ذلك، حتى إن الموضوع تم طرحه خلال الاجتماع الموسع الذي عقد مؤخراً بحضور أمين فرع دير الزور للحزب ومحافظ دير الزور وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام للفلاحين، لكون الموضوع بات يشكل خطراً على محصول القطن، لأن هذه الحشرة لا يمكن مكافحتها سوى عن طريق الأعداء الحيوية وبظروف مناسبة لتحقيق الفائدة المرجوة من المكافحة.
وخلال حديثه لـ”تشرين” أكد عضو المكتب التنفيذي في محافظة دير الزور مسؤول قطاع الزراعة رائد منديل أن حشرة “الجاسيد” ظهرت للمرة الأولى هذا العام نتيجة الظروف المناخية السائدة وانتقلت إلى محصول القطن، وعلى الفور كان هناك تدخل من دائرة الوقاية التي بدأت بمكافحة الحشرة، لكنّ هناك أضراراً لحقت بالمحاصيل، إنما بنسب متفاوتة حسب المنطقة، حيث كانت نسبة الإصابة أكثر في الريف الشرقي، وأقل في الريف الغربي وهذه الحشرة من الممكن أن تؤدي إلى انخفاض إنتاجية محصول القطن، ما سيلحق أضراراً بالفلاحين، حيث تقدر المساحة المزروعة بالقطن في المحافظة بـ5967 هكتاراً.
من جانبه، أكد رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة دير الزور المهندس إبراهيم العرب أن هناك عمليات تحرٍّ دائمة عن الآفات الزراعية التي تصيب محصول القطن، لكون محصول القطن من المحاصيل الرئيسة والاقتصادية المهمة وتبلغ مساحة زراعته في المحافظة ٦٠٠٠ هكتار، من خلال القيام بجولات دورية للتحري عن هذه الآفات، حيث لوحظ وجود إصابات بحشرة “جاسيد القطن” وهي من الحشرات التي تتغذى على العصارة النباتية في الأوراق والسوق، فتسبب ضعفاً للنبات وتجعد الأوراق وجفاف أجزاء منها وإفراز “ندبة عسلية” تنمو عليها الفطريات، وبالتالي انخفاض كفاءة التمثيل الضوئي ونقل الأمراض الفطرية والفيروسية وبالتالي انخفاض الإنتاج.
وأضاف العرب: تعد هذه الحشرة غير اقتصادية في السنوات السابقة إلا أنها هذا العام انتشرت بشكل واسع على محصول القطن ومحاصيل الخضار ومنها البامياء والباذنجان ومحصول السمسم والملوخية، وذلك نتيجة توفر البيئة المناسبة لتكاثرها وانتشارها من خلال الممارسات الخاطئة لبعض الفلاحين بتحميل بعض المحاصيل والخضار على محصول القطن مثل السمسم والبامياء والملوخية والمكافحة العشوائية من الفلاح من دون الرجوع إلى الوحدة الإرشادية واستشارة الفنيين الزراعيين، وبالتالي قتل الأعداء الحيوية وحدوث خلل في التوازن البيئي.
وختم العرب حديثه بأنه تمت زيارة أغلب الحقول المصابة، واتخذت إجراءات عدة لمكافحة هذه الحشرة من خلال توجيه الفلاحين إلى تنظيف الحقول من الأعشاب الضارة وإزالة النباتات المحملة والمرافقة لنموه، وعدم المكافحة العشوائية بالمبيدات الكيميائية، والمحافظة على الأعداء الحيوية، وخاصة “أسد المن” لكونه موجوداً في الحقول، وزيارة الوحدات الإرشادية، واستشارة الفنيين الزراعيين عند حدوث أي إصابة، والرش بالصابون البوتاسي مرات عدة للحدّ من الإصابة، ويجب أن يتم إطلاق الأعداء الحيوية ومنها “أسد المن” في الحقول المصابة.
من جانبه، أوضح رئيس الرابطة الفلاحية الأولى في مدينة دير الزور منصور الأسعد أن هناك شكاوى كثيرة من الفلاحين حول انتشار هذه الحشرة، وهناك أضرار على المحصول، فهذه الحشرة منتشرة في أغلبية الحقول وتتفاوت نسبة الإصابة بين حقل وآخر، مضيفاً: خاطبنا المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحين في المحافظة، وبدوره وضع الاتحاد العام للفلاحين بصورة الموضوع.
ختاماً لا يزال هذا الموضوع محطّ متابعة واهتمام، وهناك عمل قائم لحصر الأضرار التي لحقت بحقول الفلاحين، ويجب أن تكون هناك تدخلات مباشرة للمعالجة والمكافحة السريعة لهذه الحشرة.
وخلال اجتماع الروابط الفلاحية في المدينة والريف كانت هناك مطالبات بضرورة تعويض الفلاح عن الخسائر التي لحقت به من جراء انتشار هذه الحشرة.