عدم استجرار بذار القمح من قبل المصارف الزراعية يربك عمل المؤسسة العامة لإكثار البذار
حماة – محمد فرحة:
غياب التنسيق وسوء تصرّف المصارف الزراعية بعدم استجرار بذار القمح المغربل لدى فروع المؤسسة العامة لإكثار البذار، يضعان هذه الأخيرة في حيرة من أمرها، بل يفرملان مسيرة عملها الناهض لجهة قيامها منذ أكثر من شهرين بعملية غربلة بذار القمح والشعير المعد لعملية الزراعة للموسم المقبل.
بل تعدى الأمر ذلك بكثير، إذ قامت المؤسسة العامة لإكثار البذار بإعداد كتب وخاطبت هذه المصارف بضرورة استجرار بذار القمح وتجهيزه ووضعه تحت الطلب عند البدء بعملية تنفيذ الخطة الزراعية التي يجري الشروع بتنفيذها وإقرارها على قدم وساق.. فما العمل الذي تقوم به إدارة المصارف الزراعية اليوم إن لم يكن من أولوياتها استلام واستجرار بذار القمح؟
مدير عام المؤسسة العامة لإكثار البذار المهندس عثمان دعيمس أوضح لـ”تشرين” أنه تمت غربلة وتعقيم أكثر من عشرين ألف طن ما بين بذار مدور وبذار حديث، مضيفاً: لكن عدم تجاوب المصارف الزراعية معنا لجهة استجرار أي كمية وضعنا في موقف صعب، وعرقل خط بياننا الصاعد لجهة تهيئة والإعداد الجيد للخطة الزراعية.
وزاد على ذلك بأن العمل مرتبط بكل المعنيين في القطاع الزراعي من المصارف الزراعية إلى مديريات الزراعة، فدائماً كان التحضير الجيد يعطي نتائج جيدة.
وتطرق دعيمس إلى أهمية البدء بتحفيز المزارعين والإعلان عن إمكانية توفير كل ما يلزم تنفيذ الخطة الزراعية منذ الآن.
عدد كبير من المزارعين التقتهم “تشرين” في فرع إكثار بذار حماة وفي المصارف الزراعية، أكدوا أن ما جرى للموسم الزراعي المنصرم كان محبطاً وشكّل كارثة لجهة الخسائر التي لحقت بهم من جهة، ومن جهة ثانية لجهة التأخير في تسديد قيمة الأقماح المسوقة.
وأبدى البعض الآخر عدم رغبته في زراعة محصول القمح، بل البحث عن زراعات أخرى أكثر ربحية وأقل تكلفة.
بالمختصر المفيد: يشكل عدم استجرار بذار القمح المغربل من قبل المصارف الزراعية، والموجود لدى مؤسسة إكثار البذار، مشكلة كبيرة تعوق تنفيذ خطة هذه الأخيرة وتضع العصي في “عجلات غرابيلها”.
ويبقى السؤال الأهم: متى نرى عوامل التحفيز الحقيقية التي تحض وتحفز المزارعين على إعادة المحاولة بكل ثقة ورغبة بزراعة محصول القمح، بدلاً من التملص وفقدان أي رغبة في هذا الخصوص؟