على أبواب العام الدراسي الجديد مصروف الطالب حاجة ضرورية أم بريستيج.. استشارية: يجب تعليم الطالب أين يصرف المال
تشرين- دينا عبد:
مع بداية العام الدراسي الجديد تواجه بعض الأمهات مشاكل عديدة مع أبنائهم ( طلاب المدارس) بسبب المصروف، فالمصروف اليومي للطالب بحسب ما ذكرت بعضهن لـ” تشرين” حيث إنه من وجهة نظر بعضهن يحدد شخصيته؛ وهناك تلاميذ يقلدون أقرانهم في المدرسة ويطلبون من الأم مصروفاً كبيراً.
فهل المصروف الكبير في صالح الطالب دائماً؟ أم إن هناك أبعاداً أخرى للموضوع؟
تقول ناريمان( ربة منزل) : ابني في الصف الرابع ويأخذ مني كل يوم ٢٠٠٠ ليرة كمصروف يومي؛ علماً أن هذا المبلغ يعدّه قليلاً مقارنة مع ما يأخذه زملاؤه، ولكن رفضت أن أعطيه مصروفاً كبيراً خوفاً عليه من الانحراف ؛ مشيرة إلى عدم قدرتها على إعطائه أكثر من ذلك فمن جهة له أخت أخرى وهذا يتطلب مني أن أمنحها مصروفاً أيضاً ؛ وتالياً أنا لست موظفة فلو كنت كذلك ربما يختلف الوضع .
بدورها فدوى( معلمة) قالت: المصروف اليومي للطالب يعدّ مفسداً للمراهقين فأنا مثلاً أمنح ابني كل يومين ٥٠٠٠ ليرة بمعدل ٢٥٠٠ عن كل يوم فمازال صغيراً في الصف الخامس ولا حاجة للمصروف الكبير مازال يأخذ طعامه من المنزل.
وتقول لدينا طلاب وطالبات يأخذون من آبائهم ١٠ آلاف يومياً و يشترون السجائر ؛ و هنا تتساءل فدوى: نتيجة المصروف المبالغ فيه هل تعرف الأم ماذا يشتري ابنها؟
ويبين يوسف طالب بالصف الثانى الإعدادي أنه يتقاضى مصروفه بشكل أسبوعي بمعدل ٢٥ ألفاً بدءاً من صباح الأحد حيث لا يطلب أي مصروف خلال الأسبوع ؛ مبيناً أن هذه الطريقة بالنسبة له أفضل من المصروف اليومي فقد يحتاج أن يشتري شيئاً ما وبالتالي يشتريه بسهوله من دون الحاجة إلى الاقتراض من أحد أو سؤال والديه.
وتشرح رفاه (مهندسة): كنت أعطى ابني مصروفاً كبيراً بعض الشيء حتى لا يشعر أنه أقل من زملائه ؛ ولكن بعد فترة استشرت صديقة تربوية وقالت لي أنني أضعه على أول طريق الفساد حيث اكتشفت بأن ابني يدخن مع زملائه في المدرسة لذلك قمت مؤخراً بتخفيض مصروفه إلى ٢٠٠٠ ليرة بعد أن كنت أعطيه ٦٠٠٠ ليرة.
وتبين ليليان وهي أم فتاتين أنّ خير الأمور أوسطها فأنا أعطي ابنتي الأولى وهي في الصف السابع ٣٠٠٠ ليرة لأنها تركب سرفيس بـ١٠٠٠ ليرة عند العودة أما الثانية في الصف الخامس فأمنحها٢٠٠٠ ليرة ؛ علماً أنهن يحصلن على الساندويش من المنزل ؛ لذا من المفترض ألّا أعطيهما شيئاً؛ ولكن قد تحتاج إحداهن إلى شراء أقلام أو ما شابه.
مشيرة إلى أنّ من يعطون أبناءهم نقوداً كثيرة من أجل (الفشخرة) فهم يدمرون أبناءهم من دون أن يشعروا إنهم يريدون أن يجعلوا أبناءهم أفضل من الآخرين ولكنهم مع الأسف يدفعونهم إلى التدخين وإلى الإنفاق على الآخرين!!
وتبين غفران ربة منزل: إنها تعطى ابنها ٥٠٠٠ ليرة ولكنها تعلمه الادخار من المصروف حيث تجعله يدخر كل يوم جزءاً من المصروف يضعه فى الحصالة ليشتري هدية لمعلمته فى المدرسة أو أحد زملائه فى عيد ميلاده أو حتى يشتري به شيئاً لنفسه وتقول: أنا أعلّمه أنّ كل ليرة تصل لجيبك لابدّ أن توفر منها شيئاً لأنك قد تحتاج إلى هذه النقود فى المستقبل .
وترى الاستشارية التربوية صبا حميشة: المهم هو التنشئة الاجتماعية و أن أربي ابني جيداً أعلمه كيف يصرف المال فى أوجهه المهمة وكيف يدخر من هذا المال وأنا أرى أنّ خير الأمور أوسطها وطبعاً يجب مراعاة عمر الطالب، فالولد في الصف السابع وما دون يجب أن يأخذ ٣٠٠٠ ليرة ؛ أما الطالب في الصف الثامن وما فوق يمكن أن أعطيه٥٠٠٠ ليرة وبحسب توقعاتي ليس بإمكان أي أسرة إعطاء ابنها أكثر من ذلك وذلك لأن الوضع المادي قد لا يسمح وتالياً قد يتواجد أكثر من طالب بنفس الأسرة وهذا يشكل عبئاً مادياً على الوالدين ؛ لذلك من الضروري أن يحاور الأهل أبناءهم في الطريقة التي يصرف فيها المال وتعليمه أن حصول الأهل على رواتبهم الشهرية يأتي بعد تعب وإرهاق لذلك من الضروري مراعاة ظروف الوالدين في حال لن يستطيعوا منح المصروف اليومي لأبنائهم.