مع انتهاء مواسم الحصاد.. تراجع في الطلب على بقايا المحاصيل الزراعية والتجار يتأهّبون لاقتناص الفرص

درعا – عمار الصبح:
تراجع الطلب على بقايا الحصاد (التبن) هذا الموسم بالتزامن مع زيادة في العرض على المادة، إذ لا تزال أكوام الحصاد مكدسة في أماكنها تنتظر من يعيرها الاهتمام اللازم، فيما ينتظر فيه التجار -كما العادة- لكسب المزيد من الوقت، ما يسمح بانخفاض أكبر في السعر إيذاناً بتدخلهم.
ووفقاً لما أكده فلاحون في محافظة درعا، فإن الموسم هذا العام كان وفيراً، وخصوصاً من تبن القمح، ولعل هذا ما خفض من الطلب عليها، وأدى إلى تراجع أسعاره، لافتين إلى سعر كيلو تبن القمح تراجع إلى ما دون ٦٠٠ ليرة مقابل ٨٠٠ ليرة قبل موسم الحصاد، فيما انخفض سعر كيلو التبن الأحمر (الحمص والكرسنة) إلى ١٢٠٠ ليرة مقابل ١٨٠٠ ليرة في بداية الموسم.
وأشار أحد فلاحي بلدة القنية في الريف الشمالي من المحافظة إلى أن أسعار بقايا الحصاد تخضع للعرض والطلب، ففي المواسم الوفيرة يقل الطلب على المادة فتنخفض الأسعار، والعكس صحيح، معرباً عن توقعاته بأن تشهد الفترة القادمة تدخلاً من قبل التجار، وانتهاز فرصة وفرة المحصول واستغلال حاجة الفلاحين للتخلص منه، وتالياً فرض أسعار متدنية للمحصول وتخزينه لإعادة بيعه في موسم الشتاء بأسعار مضاعفة.
بدوره، أوضح فلاح آخر أن عمليات تخزين مادة التبن باتت مكلفة للغاية ولا قدرة لكثير من الفلاحين على تحملها، فمن جهة تحضر أجور النقل واليد العاملة وأكياس الخيش بتكاليفها الباهظة، ومن جهة ثانية لم تعد تتوفر أماكن كافية لتخزين المادة كما كان يحدث سابقاً، وهذا ما بات يدفع الفلاحين إلى بيع محصولهم من التبن للتجار بالأسعار الرائجة خشية أن تظل في العراء حتى قدوم الشتاء، مشيراً إلى أن عمليات التخزين اقتصرت على فئة قليلة من مربي الثروة الحيوانية وبكميات محدودة للاستفادة منها لتوفير العلف لقطعانهم خلال فصل الشتاء.
ويعد التبن مادة لازمة لتغذية قطعان المواشي. وحسب ما ذكر الطبيب البيطري أحمد كنعان، فإنه بالرغم تدني قيمتها الغذائية، إلا أن وجودها يعد ضرورياً، لأن خلطها بالأعلاف المركبة يسهّل من عملية الهضم عند الحيوان ويحول دون تحول الحبوب والأعلاف المركزة إلى عجينة تؤدي إلى اضطرابات هضمية أو ما يسمى (البشمة) عند الأبقار خصوصاً، وهو ما قد يؤدي إلى نفوقها، لافتاً إلى أن معظم المربين يعمدون إلى تخزين المادة بكميات كافية وحسب قدرتهم لاستخدامها في موسم الشتاء.
ووفقاً للتقديرات، فإن إنتاج المحافظة من بقايا الحصاد يفوق حاجة قطعان الثروة الحيوانية في المحافظة، ما دفع باتجاه توريد المحصول عبر التجار إلى المحافظات الأخرى وخصوصاً القريبة، فيما تشير أرقام (غير رسمية) إلى أن الدونم الواحد ينتج من التبن ذات الكمية التي ينتجها من الحبوب، ما يعني أن إنتاج المحافظة من التبن هذا الموسم يتجاوز ١٥٠ ألف طن لعموم المحاصيل كالقمح والشعير والمحاصيل العلفية والبقوليات.
وانتهت مؤخراً عمليات حصاد كافة المحاصيل الشتوية لهذا العام. ووفقاً لرئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة المهندس وائل الأحمد، فقد أنهى الفلاحون مؤخراً حصاد كامل المساحة المزروعة بمحصولي القمح والشعير للموسم الزراعي الحالي البالغة ٩٨ ألف هكتار للقمح، و٣٩ ألف هكتار للشعير، كما انتهت قبل فترة عمليات حصاد المحاصيل العلفية التي تشمل الجلبانة والكرسنة والبيقية بمساحة إجمالية تبلغ حوالي ١٢ ألف هكتار، إضافة إلى ما يقرب من ١٢ ألف هكتار من محصول الحمص.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
صيوح يدعو الصليب الأحمر للعب دور أكبر في حل مشكلة مياه الشرب لسكان الحسكة نادي بردى يحرز 8 ذهبيات في البطولة الدولية الأولى بلعبة "الباجوت" القتالية إصابة أربعة مواطنين بانفجار لغم من مخلفات الإرهاب بدير الزور 5.8 مليارات ليرة تعويضات مزارعي التفاح بسبب البرَد في حمص 10 مهن مهددة بالاندثار بسبب الذكاء الاصطناعي.. منها الإنتاج والإعلام والنقل والصحة والقانون والتكنولوجيا من باب تشجيع المزارعين.. هل تتسوق «الأعلاف» الذرة الصفراء من زارعيها بدلاً من استيرادها بالقطع الأجنبي أو عن طريق التجار؟ الضفة الغربية تُعيد الصراع إلى جذوره.. تصدٍّ للاحتلال وتصعيد في العمل المقاوم.. الكيان أمام تحدٍّ خطر والكوارث تتفاقم أسعارها أخرجتها من قائمة المأكولات الشعبية.. المعجنات تسجل ارتفاعاً جديداً بحجة أسعار المواد الأولية تجفيف الخضار.. خيار ربّة المنزل لمؤونة الشتاء في ظل الانقطاع الطويل للكهرباء اليوم بدء صرف المستحقات المالية للمزارعين المتضررين في طرطوس