على الرغم من تراجع الإنتاج هذا الموسم بسبب الجفاف، فقد أتاحت المساحات المزروعة بمحصولي القمح والشعير البعل وغير القابلة للحصاد إضافة إلى نواتج المساحات التي تم حصادها، توفير مادة علفية للثروة الحيوانية في محافظة درعا، بعد انخفاض المساحات الرعوية نتيجة قلة الهاطل المطري خلال العام الحالي.
وحسب تأكيد عدد من مربي الثروة الحيوانية فقد ساهم توافر المساحات الرعوية في حقول القمح والشعير إضافة إلى المحاصيل العلفية في خفض التكاليف على المربين بعد اضطرارهم لشراء الأعلاف طوال فترة الشتاء والربيع والتي شهدت ارتفاعات كبيرة في أسعارها, الأمر الذي اضطر الكثيرين منهم للتخلي عن التسمين والتربية هذا الموسم والتوجه لبيع قسم من قطعانهم لتغطية هذه التكاليف، مبينين أن مساحات كبيرة كانت مزروعة بمحصولي القمح والشعير البعل لم تدخل في دائرة الإنتاج بسبب الجفاف وقام أصحابها بتضمينها لمربي الثروة الحيوانية مقابل مبالغ يتم الاتفاق عليها عن كل دونم.
وتعد مخلفات الحصاد (التبن) حسب المربين مادة لازمة للعليقة الحيوانية لأن خلطها بالأعلاف المركبة يسهل من عملية الهضم على الحيوان، ويحول دون تحول الحبوب والأعلاف المركزة إلى عجينة تؤدي إلى اضطرابات هضمية أو ما يسمى ( البشمة ) عند الأبقار خصوصاً وهو ما قد يؤدي إلى نفوقها، لافتين إلى أن معظم المربين يعمدون إلى تخزين المادة بكميات كافية وحسب قدرتهم لاستخدامها في موسم الشتاء.
وشهدت أسعار مادة (التبن) هذا الموسم ارتفاعات قياسية مقارنة مع المواسم الماضية، إذ تجاوز سعر كيلو تبن القمح 300 ليرة مقابل 25 ليرة في الموسم الماضي، فيما ارتفع كيلو تبن الحمص والكرسنة إلى 700 ليرة مقابل أقل من 80 ليرة في الموسم الماضي.
بدوره أوضح رئيس مكتب الشؤون الزراعية والثروة الحيوانية في اتحاد فلاحي درعا أحمد حجازي أن أسعار بقايا الحصاد (التبن) تخضع للعرض والطلب، ففي مواسم الجفاف وضعف الإنتاج كما في الموسم الحالي يزداد الطلب على المادة فترتفع الأسعار أضعافاً مضاعفة.
وبيّن حجازي أنه بالرغم من مساهمة نواتج الحصاد في تحسين واقع الثروة الحيوانية وتخفيض التكاليف على المربين إلا أن ضعف الإنتاج في الحقول المزروعة بعلاً حال دون استفادة كامل قطعان الثروة الحيوانية من نواتج الحصاد، وتقليل الفترة الزمنية التي يستفيد الحيوان منها والتي عادة ما تطول إلى بداية موسم الشتاء، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار المادة – التبن- هذا الموسم أدى إلى عزوف كثير من المربين عن تخزين المادة لاستخدامها خلال الشتاء.
قد يعجبك ايضا