جوع أم شبكات منظمة؟!
على إشارة المرور وأثناء توقف السيارة فجأة تسمع طرقاً على الزجاج ويعلو الصوت لطلب المال، فإن أعطيت المال يظهر شخص آخر وتبدأ دوامة لا تنتهي، وإن أدرت وجهك لعدم القناعة أو حتى لعدم توفر النقود، يزداد الطرق على السيارة ويكون الملاذ الضوء الأخضر!!
هي مهنة من لا مهنة له من دون تعب، وهي مهنة توازي عدة رواتب لموظفين وطقوسها تمارس على مدار العام، باختصار هي مهنة التسول، وفيها يصعب التفريق بين المحتاج فعلاً وبين من يستسهل الحصول على مبتغاه، وقد تكون حالات فردية أو ضمن فريق يعمل لصالح من يشغلهم فيتقاسمون الأرباح حسب المناطق والشوارع وإشارات المرور الأكثر رزقاً كما يقولون!!
لا شك أن المظاهر تخدعنا أحياناً، وفي الكثير من المرات نشعر بالاحتيال في وجوههم وكلماتهم، وفي كل الأحوال ويل لمن لا يدفع فالسباب والشتائم ستكون بالمرصاد، وقد تصل الأمور إلى حد التحرش والإمساك بالثياب أو الحقيبة، والوقائع تؤكد أن أغلبية من هم حاجة فعلا لا يمدون أيديهم ” للشحادة “, والمشكلة أنهم يأتون جماعات للمساندة، وكم من مرة فوجئنا وعند إلقاء القبض على بعضهم أنهم ذو ممتلكات وعقارات ولكنهم لا يكتفون!!
أيضاً هناك ظاهرة شائعة اليوم وهي التسول الإلكتروني، فكثيراً ما نلاحظ تعليقات أو منشورات تستجدي العطف من الناس وبصراحة هم مبدعون في التحايل على المشاعر وبطرق مختلفة وبأسماء وهمية، يحصلون على المال بأيسر الطرق ومن دون تعب ونزول إلى الشارع وطبعاً هم بعيدون عن المساءلة القانونية!!
لا شك أن أسباب التسول لدى البعض تزايد الفقر نتيجة السياسات الاقتصادية الخاطئة وتردي المستوى المعيشي، ولكن المؤكد أن الكثير منهم امتهنوا التسول عبر شبكات منظمة وقد استشرت تلك الظاهرة بشكل كبير لضعف في قانون العقوبات الخاص بالتسول، وغياب المتابعة والمضحك في الأمر أن بعض المتسولين يقفون إلى جانب شرطة المرور على الإشارات!!
ما نحتاجه فعلاً تكاتف الجهود بين وزارات الداخلية والعدل والشؤون الاجتماعية لتحمل المسؤولية كاملة والحد من هذه الظاهرة، ومن الجمعيات الخيرية لتقديم يد العون لمن هم بحاجة فعلاً!!