سوق السلع الثقافية
نحسبها شهب وهي قفزات معرفية مذهلة على أجنحة التكنولوجيا . وفي حين يعتقد البعد أنه بمنأى عن الافتراضي فإن ما يجري أن عفريت المصباح السحري أو الذكاء الصنعي يحمله ويذهب به من دون أن يدري !!
عصرنا الذي نحيا.. هو عصر الانفتاح والتفجر المعرفي وأول وأهم سماته و وسماته هو الهيمنة الثقافية العالمية من الدول القوية على الدول الضعيفة المتعبة والمنهكة من غبار الحروب والغارقة بالأزمات . وفي ظل هذا التطور تحولت التربية من شأن مجتمعي محلي إلى قضية كلية أو عالمية أو شأن دولي، وأخذت كبرى منظمات الأمم المتحدة « البنك الدولي، اليونسكو، اليونيسف، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي » على عاتقها تكوين تحالف دولي من أجل الثقافة للجميع.
والغزو الثقافي الافتراضي بات أمراً معروفاً فالصناعات الثقافية بأشكالها المختلفة تمثل غزواً للمجتمعات المحلية ، فضلاً عن الغزو الثقافي الفكري، وباتت تنتشر السلع الثقافية الأجنبية انتشار النار في الهشيم في أوساط الشباب بصورة خاصة.
وفي سوق السلع الثقافية المصنعة تجد الكثير الكثير من الدكاكين الافتراضية المحملة بالأفلام السينمائية وبالموسيقا من أشرطة وأسطوانات وآلات وغير ذلك من أجهزة الفيديو والتسجيل وأجهزة التصوير المتطورة فضلاً عن الألعاب الخاصة بالأطفال والشباب ولا سيما الإلكترونية منها وسائر مبتكرات الصناعات الثقافية الإلكترونية، ويمثل هذا الغزو للمنتجات الثقافية تهديداً حقيقياً لمجتمعاتنا اقتصادياً وفكرياً فضلاً عن تأثيره في سائر أنماط السلوك وخاصة عبر القنوات الفضائية، التي باتت تمجد العنف واستثارة الغرائز والشهوات، وما جماعات الألوان عنا ببعيدة.
ونحن مصابون على نطاق الساحة العربية بعقدتي التصاغر والتكابر، التصاغر تجاه الثقافة الأجنبية، والتكابر تجاه الثقافة العربية ، ما يشكل خطراً كبيراً على الهوية الثقافية العربية ويعمل على خلخلة الانتماء.