وللنوم أسرار وخفايا غريبة
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
عند هجوع الليل، وحين يبدو كل شيء ساكناً لا حراك فيه، حيث الشوارع مقفرة، وأبواب المتاجر والبيوت موصدة، نركن إلى الفراش لنغطّ في نوم عميق، فالنوم كما هو معلوم واحد من الاتزانات الطبيعية الجسدية المتعددة التي تشكّل حياتنا، والذي ننفق فيه ثلث الفترة التي نحياها من عمرنا، وعند النوم يجنح العقل إلى استرجاع ما كتب في تلافيف الدماغ عن أحداث اليوم كاملة، وللنوم أسرار وخفايا غريبة وقف العلم حيال تفسيرها موقف العاجز.
وواحد من تلك الأسرار التي حيّرت العلماء؛ تلك القدرات الخارقة التي يتمتع بها أشخاص معيّنون دون سواهم من بني البشر، منها القدرة العجيبة التي يتمتع بها الممثل الكوميدي (إيرني وايز) الملقب بـ(الساعة المنبه)، إذ بإمكان هذا الممثل أن يوقظ نفسه من النوم العميق في أي وقت يشاء، حتى لو كان ذلك خلال فترة الساعات الثماني التي يجب أن يقضيها الإنسان في النوم، ولما سُئل هذا الممثل عن مقدرته تلك قال: «كل الذي أفعله هو أني حينما أوي إلى فراشي في الليل، أتمتم مع نفسي في الوقت الذي أود الاستيقاظ فيه» ولم تفشل عنده يوماً هذه الطريقة –حسب قوله-
ومن الأسرار الأخرى الأكثر غرابة، هي تلك الأفعال التي يقوم بها بعض الأشخاص أثناء كونهم في الظاهر نائمين لا علاقة لهم بما يجري حولهم في العالم، وحسب قول الخبراء المختصين فإن كل إنسان منّا يرى في منامه فكرة ساطعة، بيد أن أغلبنا حينما يفيق من النوم الذي لا يتمالك حواسه ينسى مجريات الحلم.
وهناك من الناس من لا يطبق له جفن إلا إذا قام قبل النوم ببعض الترتيبات الخاصة التي اتبعها منذ زمن بعيد، والروائي الإنكليزي الشهير (شارل ديكنز) واحد من هؤلاء، فهو لا يعرف النوم إلا إذا كان رأسه مواجهاً للشمال، ومنهم أيضاً (وينستون تشرشل) الذي كان يفضل أن يكون في غرفة نومه سريران فإن نام في أحدهما وأصبح دافئاً انتقل إلى السرير الآخر ليكمل نومه.