ملف «تشرين».. الكائنات الحية نباتاً وطيوراً في محمية «أبو قبيس» مهدّدة بالانقراض
تشرين – محمد فرحة:
من يعود ويطلع على ماضي محتوى محميّة “أبو قبيس”، وما كانت تحتويه من نباتات نادرة ومن حيوانات وأشجار وطيور، ويطلع على حاضرها.. يدرك ما آلت إليه من جراء الحرائق والاحتطاب والصيد الجائرين.
وهي التي تبلغ مساحتها ٣٧٦٤٠ دونماً، وتبعد عن مدينة حماة غرباً ٦٥ كم، وتمتاز بهطولات مطرية عالية جداً تصل إلى الألف ملم، زد على ذلك وجود العديد من المواقع الأثرية تعود للعصر الروماني، ما أعطاها جمالاً إضافياً، إضافة إلى ذلك وجود المئات من أنواع النباتات ومجموعة كبيرة من الحيوانات والطيور النادرة، تتعرض للقنص ببنادق الصيادين كالباشق والهدهد والنسر والعقاب ونقّار الخشب السوري وديك الغاب والحجل، وهي التي تعدّ ملاذاً لهذه الطيور نظراً لوجود موائلها الغذائية.. ويصل عدد الطيور المسجّلة عام ٢٠١٠ إلى ١٠٢ نوع، منها ٢٢ نوعاً من الجوارح، هذا ما يتعلق بالطيور.
ورغم صدور العديد من القرارات التي تمنع الصيد، إلا أن بنادق ونصب الشرك من الصيادين مازالت تتصاعد، بل وما زال هؤلاء الصيادون يتباهون بصيدهم، وقتل الطيور المفيدة أينما وجدت، نظراً لمساهمتها في خلق التوازن البيئي في الغابات والمحمية.
أما ما يتعلق بالحيوانات، فقد تم توثيق ٣٥ نوعاً منها كالزواحف والثدييات وغزال اليحموري والخنزير البرّي والضباع والذئاب الرمادية. في حين تم تسجيل ٥٠٩ من أنواع النباتات الزهرية وغير الزهرية، منها ٥٣ نوعاً طبياً.
لكن السؤال اليوم: كيف حال المحمية بعد كل ذلك؟
يوضح مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف أن المحمية تعدّ من أجمل المحميات، نظراً لتباين مواقعها بين قمة الجبال ومنخفضاتها، هذا التباين أعطاها قيمة جمالية إضافية.
وأضاف وسوف: كان واقع المحمية في الماضي أفضل من واقعها الحالي، نظراً لما يلحق بها من حرائق واحتطاب وصيد جائر رغم تشديد مراقبتها.
بقي أن نشير إلى أنها أُقرّت محمية عام ١٩٩٩ بهدف صون محتواها الحيوي، في حين يعاني هذا المحتوى اليوم من التراجع غير المسبوق، فضلاً عن وجود عدة قرى ضمن مساحتها، يعتاش أهلها على تربية الماعز الجبلي بشكل خاص.
ويبقى السؤال الأهم: كيف نحافظ على المحمية بكل مكوناتها المتنوعة من أشجار مثمرة كالسفرجل والتفاح البري وأزهار الأوركيد وطيورها المميزة التي بدا عدد منها غير موجود إلا ما ندر من جراء صيدها الجائر؟ فحمايتها وصونها مسؤولية الجميع.
اقرأ أيضاً: