ثمار التوت بنوعيها الأحمر والأبيض كأنها قطع من الياقوت تنبض بالحياة  وسورية تنفرد بإنتاجها عربياً

تشرين:
تشير التقديرات الأولية لإنتاج التوت في سورية إلى أنه يبلغ حوالي 1590 طناً منها 1272 طن توت شامي، منوهاً إلى أن سورية تنفرد على مستوى الوطن العربي بإنتاج التوت الشامي، لافتاً إلى أن محافظة القنيطرة الأولى على مستوى الإنتاج، تليها طرطوس وبعدها ريف دمشق.
تعد ثمار شجرة التوت بنوعيها الأحمر والأبيض من أوائل الثمار الصيفية في سورية التي ينتجها مزارعو القنيطرة وطرطوس وغوطة دمشق ويسوقونها ولذلك تعرف على أنها مع المشمش أولى الثمار التي تشاهد في  الأسواق، حيث يبدأ موسم تسويقها في شهر (أيار) وأولى الثمار التي تفتقدها الأسواق أيضاً حيث ينتهي تسويقها وقطفها في أواخر شهر (حزيران) من كل عام (فهو ذو موسم قصير نسبياً). وإذا كانت ثمار التوت الأبيض المائل للاصفرار ذات طعم لذيذ وتستخدم فقط على المائدة وتتميز بأحجام كبيرة وبفوائد عديدة فإن ثمار التوت الأحمر هي الأشهر على موائد السوريين وغيرهم، إذ تستخلص الأسر منها العصير ذا الطعم الشهير والمذاق اللذيذ واللون الأحمر القاني المميز والذي يحضر بطريقة خاصة من قبل ربات البيوت وأصحاب محال بيع العصائر والعربات الجوالة التي يقوم أصحابها بتحضيره في منازلهم ويتجولون به في شوارع العاصمة وأسواقها، حيث يلقى إقبالاً كبيراً من الناس. كما أن السوريين يحولون ثمار التوت الحمراء إلى مربى لذيذ الطعم شهي المذاق يصنعونه لمؤونة الشتاء كالعصير الذي يخزنونه أيضاً لأشهر الصيف الحارة، حيث يقدمونه بارداً مع قطع الثلج، كما يصنعون من التوت الأحمر الشامي أيضاً الخشافات التي تشرب باردة مع قطع الكيك في محل خاصة .
أما عن كيفية تصنيع وتحضير التوت الشامي فتقول السيدة وفاء هواري  التي تهتم كثيراً بتحضيره وتعصر التوت سنوياً في منزلها، حيث يحتاج تحضير عصير ثمار التوت الأحمر لخبرة ودراية وموازنة ما بين كمية الثمار والسكر والوقت (الزمن) ولذلك ليس كل ربات البيوت يستطعن تحضيره.. والطريقة هنا تعتمد على نقع التوت الشامي الذي نشتريه (بالكيلو غرام) من بائعين جوالين يأتون به من القرى في أوعية بلاستيكية ونقوم، بعد نقع الثمار، بإضافة كميات من السكر توازي تماماً كميات التوت المراد عصرها أي كل كيلوغرام من التوت يضاف له  كيلوغرام من السكر ويغلى على نار هادئة جداً حتى يبدأ بالغليان ثم نطفئ تحته ونتركه إلى اليوم الثاني ثم نقوم بعصره لإخراج السائل الأحمر منه ثم يوضع على شاش أبيض في إناء مخصص لهذا الغرض، ليتم فرز الشوائب وتخليصه من المخلفات ثم يعبأ في قوارير زجاجية محكمة الإغلاق إلى حين تناوله، أما المخلفات التي تنتج عن عصر التوت فيمكن أن تستخدم في صنع البوظة، حيث توضع في الثلاجة حتى تتجمد ويمكن أن تؤكل بالملعقة باردة.
ويلفت المهتمون والمتخصصون إلى أن لشراب التوت كما لثماره فوائد عديدة وكثيرة من أهمها احتواؤه على فيتامينات k, E, B وهو يقوٍي الجسم والمناعة وينشط الدورة الدموية ويساعد على تحسين الذاكرة، كما أنه يقوِّي اللّثة ويساعد على الشفاء من “القولاع”- تقرحات الفم، كما أظهرت دراسة طبية حديثة نشرت أخيراً أن من فوائد عصير التوت البري، الوقاية من التهابات المسالك البولية خاصة عند النساء. وبينت الدراسة أن العصير يحتوي على مركبات تساعد على الشفاء من الأنفلونزا والتقرحات المعدية إضافة إلى فوائده بالنسبة للنساء لاحتوائه على جزيئة اسمها N D M تمنع حدوث الالتهابات إضافة إلى منع حدوث مضاعفات البكتيريا التي تسبب التقرحات في المعدة. وينصح البحث النساء بشرب كوبين من هذا العصير يومياً من أجل الوقاية من بعض الالتهابات، لكن بسبب وجود السكر معه بكميات كبيرة فإنه ينصح بعدم تناوله من متَّبعي الريجيم، حيث تناوله بشكل كبير يزيد الوزن.
وغالباً ما يهز المزارعون أشجار التوت أو أغصانها الصغيرة لتتساقط الثمار على وسائد من النايلون يضعونها تحت الشجرة لتحمي الثمرة عند ارتطامها بالأرض، ومن ثم يتم جمعها بأوعية من البلاستيك لنقلها إلى السوق.
وتحتاج شجرة التوت إلى تربة سوداء غنية بالمواد الغذائية والعضوية، إذ تمتد جذور التوت إلى مسافات طويلة بحثًاً عن الرطوبة وللحصول على الماء، كما تحتاج أشجار التوت إلى الهواء والضوء، لذلك يلجأ المزارعون إلى قطع بعض الأفرع من داخل الأشجار لتفريغها وتخفيف كثافة الأغصان والأوراق التي تعوق وصول أشعة الشمس إلى قلبها.
ويتعلق معدل إنتاج التوت بعمر الشجرة وحجمها، إذ يبلغ إنتاج بعض الأشجار أحياناً أكثر من 800 كيلوغرام في الموسم الواحد، لذلك تعد أشجار التوت من الأشجار الاقتصادية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار