ضمن إجراءات تحويله إلى مشفى.. «صحة الحسكة» تستعد للبدء بإعادة تأهيل الطابق الثالث في المركز الطبي بالمدينة
تشرين – خليل اقطيني:
تسير أعمال تحويل المركز الطبي في مدينة الحسكة (اللؤلؤة) إلى مشفى بخطا متسارعة.
وذكر مدير الصحة الدكتور عيسى خلف أنّ منظمة يونيسيف التي كانت تعهدت بصيانة وإعادة تأهيل الطابق الثالث في المركز الطبي في مدينة الحسكة، وهو الطابق المخصص لقسم الجراحة، أعلنت عن مناقصة للبدء بتنفيذ أعمال الصيانة وإعادة التأهيل لهذا الطابق، وقد رست المناقصة على إحدى الشركات الخاصة. وكان من المفترض أن تبدأ هذه الشركة بالعمل منذ عدة أيام، لكن يبدو أن هناك بعض المعوقات حالت دون إقلاع الشركة بالعمل، وفور معالجة هذه المعوقات وإيجاد الحلول المناسبة لها، ستباشر الشركة بتنفيذ أعمال الصيانة وإعادة التأهيل في الطابق الثالث.
وبيّن أن الأعمال المقرر إجراؤها هي صيانة وإعادة تأهيل كاملة للطابق، بما في ذلك شبكتا الصرف الصحي والكهرباء وغيرهما. بحيث يصبح الطابق مؤهلاً لاستخدامه ضمن مشفى، وصالحاً للاستخدام كغرف وأقسام للمرضى، كون البناء بالأساس كان فندقاً، وشتان ما بين بناء مصمم كفندق وبين بناء مشفى. وبناء على ذلك تستهدف عملية الصيانة وإعادة التأهيل تحويل الغرف الموجودة في الطابق الثالث إلى غرف للمرضى، إلى جانب غرف عمليات وعناية مشددة، وبعد الانتهاء من صيانة وإعادة تأهيل الطابق بالكامل، ستقوم منظمة يونيسيف نفسها بتزويده بكل التجهيزات والمعدات الطبية اللازمة.
قسم الداخلية جاهز
وأوضح خلف أنّ ما تم إنجازه من أعمال تحويل المركز الطبي في مدينة الحسكة إلى مشفى، هو انتهاء أعمال صيانة وإعادة تأهيل الطابق الثاني المخصص لقسم الداخلية. وتضمنت الأعمال المنفذة في هذا الطابق إعادة تأهيل شبكتي الصرف الصحي والكهرباء، إضافة إلى تحويل الغرف إلى غرف مخصصة للمرضى في المشفى، ودهان هذه الغرف بالكامل عن طريق إحدى مؤسسات المجتمع المدني، كما قامت منظمة العمل ضد الجوع AAH بتأمين التجهيزات الطبية اللازمة للقسم.
مضيفاً: إن مديرية الصحة تتواصل عن طريق اللجنة الفرعية للإغاثة مع مكاتب المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في محافظة الحسكة لصيانة وإعادة تأهيل ما تبقى من أقسام في المركز الطبي في مدينة الحسكة استكمالاً لإجراءات تحويله إلى مشفى.
وقد أبدى مكتب منظمة العمل ضد الجوع AAH استعداده لصيانة وإعادة تأهيل وتجهيز الطابق الأرضي المخصص للإسعاف، ويقوم المكتب حالياً باتخاذ الإجراءات اللازمة للمباشرة بالتنفيذ.
مشفى حكومي حديث
وأكد خلف أنّ سكان مدينة الحسكة وضواحيها والمنطقة الجنوبية في المحافظة، يستطيعون الاطمئنان إلى أنه سيكون لديهم بعد فترة وجيزة مشفى حكومي جديد في وسط المدينة، يقدم لهم كل الخدمات الطبية العلاجية والوقائية والاستقصائية مجاناً، بعد سنوات من حرمانهم من المؤسسات الصحية في المنطقة، نتيجة خروجها من الخدمة بسبب الاحتلال والإرهاب، واكتوائهم بنيران أسعار المشافي والعيادات الخاصة.
خلف: الطابق سيصبح قسم جراحة يضم غرف عمليات وعناية مشددة
مشدداً على أنّ أعمال الترميم وإعادة التأهيل التي انطلقت في منتصف العام الماضي 2023 في بناء المركز الطبي، تهدف إلى تحويل الطابقين اللذين استلمتهما مديرية الصحة من نقابة المعلمين، لكون البناء الذي يشغله المركز يعود لها، إلى قسم جراحة يضم غرف عمليات وعناية مشددة، إضافة إلى تجهيز موقع لمحطة توليد أوكسجين، ومصعد خاص بالمرضى، وأقسام أخرى. لتضاف هذه الخدمات التي تقدم مجاناً للمواطنين إلى الخدمات المقدمة سابقاً في المركز الطبي، من خلال الأقسام التي يضمّها، وهي الإسعاف والداخلية والأطفال والحواضن والأشعة والتحليل المخبري، إلى جانب عيادات اللايشمانيا والتلاسيميا واللقاح.
وأشار خلف إلى أنّ هناك العديد من الأعمال تم تنفيذها بالتوازي مع أعمال الترميم و الصيانة وإعادة التأهيل كسباً للوقت. من ذلك تأمين بعض المعدات والتجهيزات الطبية والمكتبية والكهربائية، مع الأخذ بالحسبان رغبة المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في المحافظة، التي أبدت استعدادها لدعم المشفى الجديد بالعديد من المعدّات والتجهيزات الطبية اللازمة، هذه الرغبة التي تتمثّل بالإسراع في تجهيز المواقع اللازمة لبعض الأجهزة الطبية التي تحتاج إلى أماكن بمواصفات خاصة وقياسات محددة من الناحية الفنية بالشكل الصحيح والمطلوب، لكي تتمكن تلك المنظمات من تأمين الأجهزة وتركيبها في الأماكن المخصصة لها، وقد تم لحظ هذا الأمر في المخططات والدراسات الهندسية التي تم إجراؤها.
تخديم نحو مليون إنسان صحياً
ولفت خلف إلى أن أهمية تحويل المركز الطبي في مدينة الحسكة إلى مشفى، تكمن في أن هذا المشفى سيُقدّم الخدمات الطبية لما يزيد على مليون إنسان، يقطنون في مدينة الحسكة وضواحيها والريف الجنوبي من المحافظة، وصولاً إلى الريف الشمالي لمحافظة دير الزور. هؤلاء السكان الذين حرمهم الاحتلال والإرهاب من أي مؤسسات صحية.
ما أدى إلى تراجع الخدمات الطبية التي تُقدّم للسكان إلى أدنى مستوياتها، فكان لابدّ من التحرك الجدي لرفع مستوى الخدمات الصحية في المحافظة، وكانت الخطوة الأولى بتحويل مبنى “اللؤلؤة” في مدينة الحسكة، العائد لنقابة المعلمين، إلى مركزٍ طبي في منتصف أيلول 2017.
ونظراً لحاجة السكان الماسة للخدمات الصحية من جهة، وارتفاع أسعار هذه الخدمات لدى القطاع الخاص من جهة ثانية، أبلى هذا المركز بلاءً حسناً، وكان يؤدي خدمات توازي ما تقدمه المشافي. ورغم ذلك كان طموح الجهات المسؤولة في المحافظة أكبر من ذلك، تلبية لاحتياجات السكان المحقة، برغم وجود الاحتلال والإرهاب. وكانت أولى الخطوات العملية في هذا الاتجاه في أواخر عام 2022، عندما التقى محافظ الحسكة الدكتور لؤي محمد صيّوح، نقيب المعلمين في المحافظة عبد الرزاق الحجي، ومدير الصحة، لبحث إمكانية تحويل المركز الطبي في مبنى اللؤلؤة إلى مشفى، وتم في هذا اللقاء الاتفاق على قيام نقابة المعلمين بتسليم كامل مبنى اللؤلؤة لمديرية الصحة، باستثناء الجزء الذي يشغله المركز الصحي التابع للنقابة والكائن في الجزء الشرقي للبناء، وأن تقوم مديرية الصحة باستخدام الطوابق الشاغرة لمصلحة المركز الطبي، بعد تحويله إلى مشفى.
ثم انطلق العمل ومازال مستمراً حتى الوصول إلى الهدف المنشود، المتمثّل بتحويل المركز الطبي في مدينة الحسكة إلى مشفى.