من باب تشجيع المزارعين.. هل تتسوق «الأعلاف» الذرة الصفراء من زارعيها بدلاً من استيرادها بالقطع الأجنبي أو عن طريق التجار؟

تشرين – محمد فرحة:

أيام ويبدأ موسم حصاد الذرة الصفراء، ليتساءل المزارعون: هل من يتسوق إنتاجنا، أم مبرر الجهات المعنية “الأعلاف” غياب المجففات لدينا دائماً يقف حجر عثرة؟

لكن اللافت للنظر ومنذ سنوات عدم رغبة المؤسسة العامة للأعلاف بالمطالبة بشراء المجففات، بما يُلزم مزارعي الذرة بتجفيف المادة في مجففات القطاع الخاص، وتتكفل مؤسسة الأعلاف بدفع تكلفة ذلك من خلال قيمة شراء سعر المادة. في حين يلجأ بعض المزارعين إلى تجفيفها على الطرقات العامة وعلى أسطح المنازل، الأمر الذي يربكهم، ويجعل نسبة الرطوبة فوق الحدّ المطلوب لاستلام المادة.
والظريف في الأمر أنه حتى الآن غير واضح ما إن كان يمكن استلام الإنتاج أم لا فيما يتعلق بإنتاج المادة المزروعة في مجال سهل الغاب.

مدير فرع مؤسسة الأعلاف في حماة عمر سويدين، أوضح في اتصال هاتفي معه أنه خاطب مدير زراعة حماة، متسائلاً ما إن كانت هناك مساحات معقولة وتعطي إنتاجاً ليصار إلى استجرارها، فكان الجواب من مديرية زراعة حماة بالنفي، أي هناك مساحات ليست بالكبيرة.

وعن زراعة منطقة سهل الغاب، حيث زراعة المحصول الكبيرة هناك، أوضح مدير الأعلاف بحماة أنه لم يخاطبهم بهذا الخصوص، ولكنه سيفعل ذلك فوراً. وزاد على ذلك بأن الإدارة العامة لمؤسسة الأعلاف طلبت موافاتها بكتاب رسمي ما إن كانت هناك في مجال محافظة حماة مساحات مزروعة بالذرة بقصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسويقها.انتهى كلام مدير أعلاف حماة.

أليس من الغريب أن تبقى رغبة المؤسسة العامة للأعلاف باستيراد الذرة بالقطع الأجنبي، أو شرائها من مورديها وهم الذين يفرضون أسعاراً عالية، غالباً ما تسهم في رفع أسعار الفروج واللحوم ؟ بل هل كانت عاجزة عن توفير المجففات، وتالياً يضطر مزارعو الذرة للبحث عن المجففات لدى القطاع الخاص، رغم إن الحديث اليوم يدور حول إنتاج وفير في مجالي محافظة حلب والمحافظات الشرقية، وحماة؟.
من جانبه، أوضح رئيس اتحاد الفلاحين بحماة حافظ سالم: للأسف هذا العام لم يزرع المزارعون الذرة كما كل السنوات السابقة وأتحدث هنا فقط عن زراعات سهل الغاب.

وتطرق سالم إلى أن المزارعين باتوا اليوم يبحثون عن زراعات أكثر ريعية ولم يعودوا يبحثون عن زراعات استراتيجية، وساق مثالاً محصول “الجبيسة” ويزرع لاستخلاص بذرته لتباع كمقبلات ضمن أطباق الموالح.

بالمختصر المفيد: يبدو أن لدى المؤسسة العامة للأعلاف فائضاً من الذرة، تحاول التخلص منه قبل تعرضه لأي إشكال فني كالرطوبة، وفي هذا الوقت يتساءل المربون: لماذا أسعارها أغلى من أسعار السوق والتجار؟

وكيف لنا أن نشتري المادة بسعر مرتفع وهو متاح بسعر أقل، أليس هذا مثيراً للدهشة؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار