من إعلام العدو “معاريف”: “إسرائيل” تسير إلى الهاوية ونحن نتصرف كمشاهدين
تشرين- غسان محمد:
مع تفاقم أزمة كيان الاحتلال على جميع المستويات، جراء إصرار نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة على مواصلة الحرب على غزة، حذّر المحلل في صحيفة “معاريف” ألون بن دافيد، من التداعيات الخطرة التي ستترتب على “إسرائيل” قائلاً: إن الإسرائيليين الذين أدمنوا مشاهدة أفلام الكوارث التي كانت رائجة في السبعينيات والثمانينيات، أصبحوا ممثّلين في فيلم حقيقي من أفلام الكارثة، لكنهم لم يدركوا ذلك بعد، ويواصلون التصرف كمشاهدين، ورغم أن الجمهور في “إسرائيل” يستمع إلى التقرير اليومي عن المزيد من الجنود الذين سقطوا وسيسقطون في حرب لن تنتهي أبداً، فإنه يواصل حياته الطبيعية، ويشاهد “إسرائيل” وهي تندفع نحو الهاوية، ويتصرّف كما لو كان خارج سيارة على وشك الاصطدام بالجدار.
وتابع بن دافيد: منذ شهرين ونحن نقترب من مفترق طرق استراتيجي على شكل حرف (T): الانعطاف نحو اليمين يؤدي بنا إلى صفقة تبادل أسرى ولو جزئية، ووقف الحرب في غزة، واحتمال التوصل إلى تسوية في الشمال وفي المنطقة كلها، أما الانعطاف نحو اليسار فيؤدي إلى التخلي عن الأسرى والسير المؤكد نحو حرب إقليمية واسعة، لذلك، يجدر بهؤلاء المشاهدين، أن يرفعوا أعينهم ويفهموا أننا قد اخترنا الانعطاف بالفعل، ولكن ليس في الاتجاه الصحيح.
ورأى بن دافيد، أن الأميركيين يؤدون دور المضيفات في طائرة، ويواصلون طمأنة الركاب وإخبارهم أن ما يحصل هو مجرد جيوب هوائية، وأن كل شيء سيكون على ما يرام قريباً، ولكن قبطاننا (نتنياهو) اتخذ بالفعل القرار، وحوّل الطائرة صوب الجبل.
فتعنّت نتنياهو وإصراره على البقاء إلى الأبد في محورَي فيلادلفيا ونتساريم، يمنع أي فرصة للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى، ويؤدي إلى مناوشات إقليمية واسعة وإلى حرب لا تنتهي في غزة.
ووصف بن دافيد، التحليل الإقليمي بالقاتم، وأن التهديد الأخطر لا يأتي من لبنان أو إيران، بل من الداخل، مع وجود فوضويين متهورين في الحكومة، تحوّلوا إلى آلية منظّمة لتفكيك المؤسسات التي لم تمتثل لمشيئتهم حتى الآن، ويعملون على تدمير المؤسسات من خلال هجومهم الدائم على الجيش والشاباك والموساد.
وختم بن دافيد بالقول: إذا كان السابع من تشرين الأول بداية تفكّك “إسرائيل” وشرارة الحرب مع المحيط كله، فإن اليمين المتطرف، بدلاً من الصلاة لوقف ذلك، يفعل كل شيء لتسريعه. لذلك يتعين على قادة الأجهزة الأمنية ألا يكتفوا بالصراخ فقط، بل أن يجعلوا أصواتهم مسموعة ويوقظوا الجمهور الإسرائيلي الذي يغفو مثل ضفدع في وعاء ماء، وأن يقولوا إن نتنياهو اختار استمرار الحرب، في كلّ الجبهات، وكعادته على الدوام، لا هو ولا أي أحد من عائلته سيدفع الحساب لقاء هذا الاختيار، بل نحن سندفع ثمن ذلك.