كسر جزئي للحصار.. هل يصبح كلياً؟
تشرين- هبا علي أحمد:
..«قيصر»! ما هو قيصر؟.. نعم هو ما أتى على الشعب السوري وبالاً ومآسي وسيبقى في ذاكرة السوريين، سيبقى رمزاً للإجرام الأمريكي، وبينما العالم يهتم بأحدث الاختراعات ومستجدات العلم والتكنولوجيا، لا تهتم الولايات المتحدة إلّا بحصار السوريين وفي كل مجالات ونواحي الحياة، ولا تهتم إلّا بحرمانهم من كل مقومات الحياة.. من الحصول على الطعام من خلال سرقة ثرواتهم الغذائية، وحرمانهم من مصادر الطاقة بسرقة نفطهم وغازهم، وحرمانهم من الدواء والعلاج بفرضها الحصار والعقوبات.. وتطول قائمة الإجرام الأمريكي بما لا يتسع مجالنا هذا لحصرها.
فُحش الإجرام الأمريكي بحق السوريين ظهر جلياً في كارثة الزلزال المدمر، فكانت المواجهة.. حفروا الأنقاض بأيديهم، لأن أدوات رفع الأنقاض محظورة عنهم.. يستخدمون أبسط الأدوات القديمة لإنقاذ شخص يستغيث تحت الركام لأنهم معاقبون أمريكياً.. أميركا تمنع عنهم التجهيزات والمعدات المطلوبة، وتمنع عنهم الدواء، حتى بات العديد من مرضى الأمراض المزمنة قيد مصير مجهول، كل هذا على مرأى المجتمع الدولي الصامت المنضوي تحت الحلف الأمريكي العدواني قولاً وفعلاً بحق الشعب السوري وكل الشعوب المناهضة لأمريكا.
نعلم من هي أمريكا، وندرك أن الإنسانية ضالة عن طريقها وستبقى كذلك.. وما سلكته في مُصابنا لم يكن مستغرباً أو خارج السياق وسياسة الكيل بمكيالين كانت مُنتظرة، وما يسمى العالم المتحضر أبعد ما يكون عن التحضر والإنسانية.
لكن في عُرف الإنسانية الحقيقية ومن هم أحق فيها، لا وجود لقوانين أمريكا، لا قيصر ولا عقوبات ولا حصار ولا غطرسة ولا وجود لهيمنة الولايات المتحدة، الوجود فقط للإنسانية والواجب الأخلاقي والإنساني والوجداني أيضاً..
في مصابنا، هبَّ الأصدقاء والحلفاء والأشقاء الحقيقيون للمساندة والدعم، من دون الاكتراث لأمريكا وعقوباتها.. وكأن لسان حالهم يقول لا وجود لواشنطن أمام وجع الأشقاء في سورية، لا وجود لما يسمى بقانون قيصر.
من الجزائر إلى العراق والإمارات ومصر ولبنان وروسيا وإيران وتونس والصين وليبيا، مساعدات وجهود إغاثة مستمرة كسرت العقوبات الأمريكية ووقفت إلى جانب سورية على قلب رجل واحد، وبما أعاد الأمل بالتضامن العربي وإمكانية إعادة الحياة إليه.. وكما دائماً من سورية في سرّائها وضرّائها تجمع العرب.
ستبقى الإنسانية ضالة عن طريقها بوجود عالم القطب الواحد الأميركي
دول عربية شقيقة قولاً وفعلاً كسرت الحصار على مرأى ومسمع الولايات المتحدة التي ابتلعت لسانها أمام مشهد طائرات الإغاثة والمساعدات التي ترد تباعاً إلى المطارات السورية لتقديم العون والدعم للمتضررين من الزلزال.. مشهد تقف أمامه أمريكا عاجزة تماماً وربما تداري عجزها بحفنة تصريحات لا قيمة لها.. ليس أقسى على أمريكا من أن يتم تجاوزها ولاسيما بما يخص سورية فيما هي تواصل إطباق حصارها بشتى الوسائل والطرق، وليس غريباً أن تتشدق علينا بقولها إنّ موضوع كسر الحصار ورفع العقوبات قضية مختلفة عن قضية الزلزال والكارثة المُفجعة التي حلّت بسورية.
أمريكا التي تريد وتسعى على الدوام لكسر سورية، استفاقت اليوم على كسر سورية لها بصمودها وتحديها وبمصابها الذي تجاوز العقوبات.. وتداري كسرها بقولها المزعوم «ليس هناك على الإطلاق في قانون قيصر والعقوبات الأمريكية يمنع المساعدات الإنسانية والطارئة والأدوية عن الشعب السوري..!» هي بالتأكد تضحك على ذاتها، ولاسيما أنها وبدلاً من ممارسة الضغوط على الدول كما اعتادت، تضغط عليها حملة رفع العقوبات وفك الحصار عن سورية.
ربما لن تعطي واشنطن آذاناً مصغية للدعوات والمطالبات العالمية لرفع العقوبات عن سورية، لكن المؤكد أنها في موقع المُحرّج هي والمجتمع الدولي المُنصاع لرغباتها وإرادتها، للرفع الحقيقي للعقوبات.
نحن بحاجة ماسة جداً لرفع العقوبات.. نناشد وندعو ونحث لتوسيع دائرة المطالبات الدولية والعالمية لرفعها، فحقنا الطبيعي سواء إن كنا في كارثة أو لم نكن، الحصول على حاجاتنا كما كل الدول.. لكن في المقابل نرى اليوم أن العديد من الدول بتضامنها ومساعدتها رفعت العقوبات جزئياً رغم أنف أمريكا والغرب، وسيبقى صوت رفع العقوبات عالياً حتى ننال مطلبنا، وسنواصل السعي لكسرها فنحن كنا ومازلنا في سعي دائم في الصمود وفي المطلب.
أقرأ أيضاً: