ابتسم.. إنها الكاميرا.. وما خفي كان أعظم!
زيد قطريب:
ظاهرة الانتقام والتشفّي في الكاميرا الخفية العربية، أصبحت بحاجة إلى دراسات نفسية لمعرفة طبيعة أولئك المعدّين والمتبنين هذا النوع من البرامج، ففي حين تتسم الكاميرا الخفية الغربية باللطافة من دون الإساءة إلى آكل المقلب، تحرص الكاميرا الخفية العربية على “مرمطة” المواطن واللعب بأعصابه ومحاولة رفع ضغطه قدر الإمكان، ولا مانع لديهم من أن تصيبه الجلطة بسبب كثرة الغلاظة وثقل الدم والسذاجة التي يتصرف بها الممثل المفترض، والذي ينتمي في الأغلب إلى صفوف الكومبارس أو أصحاب “الواسطات” الذين لم تتح لهم فرصة النجومية في المسلسلات التلفزيونية.
إحالة الموضوع إلى الأطباء النفسيين، يبدو منطقياً، خاصة بعد إصرار الأجيال الجديدة من الكاميرا الخفية العربية على متابعة النهج نفسه، رغم الانتقادات الكثيرة التي يتعرضون لها في كل مرة عندما يؤكد الناس أن الطرفة التي يقدمونها هي “نكتة بايخة” لا تدفع إلى الضحك، بل إلى الغضب والسخط على هذا الأداء المثير للشفقة.
على المنوال نفسه، سار المصري رامز جلال لكنه هذه المرة استخدم الإغراء المالي في استقدام الضيوف، وحسبما يتم تداوله، فإن الضيف الذي يمسحون به “الأراضي” يقبض خمسين ألف دولار تستحق التضحية بالكرامة واحترام الذات أمام الآخرين، مادام السوق “داقر” ومادام العمل في المسلسلات محكوماً بشركات الإنتاج التي راحت تؤلف السيناريوهات، وتختار المخرجين، وتحدد من هو صاحب البطولة في العمل.