مشروع دعم سبل العيش وتعزيز الأمن الغذائي في ريف الحسكة الجنوبي يصل إلى خواتيمه
تشرين – خليل اقطيني:
انتهى فرع الموارد المائية في الحسكة من تنفيذ الجزء الأكبر من المشروع المائي الجديد، الهادف إلى خدمة الفلاحين والمزارعين في المنطقة الجنوبية من المحافظة.
وذكر مدير الفرع المهندس عبد العزيز أمين أن المشروع نفذ بدعم من منظمتي الأغذية والزراعة FAW وبرنامج الغذاء العالمي WFP، بهدف دعم سبل العيش وتعزيز الأمن الغذائي في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية، مبيناً أن المشروع يقسم إلى قسمين: القسم الأول يتضمن تنفيذ سدات مائية على مجرى سرير نهر الخابور، من أجل حجز المياه خلفها لاستخدامها في ري الحقول الزراعية وسقاية الثروة الحيوانية. في حين يتضمن القسم الثاني صيانة وإعادة تأهيل مجموعات الضخ العائدة للفلاحين من أجل استخدامها في سحب المياه المحجوزة خلف السدات، وإيصالها إلى الحقول الزراعية. أما مجموعات الضخ غير القابلة للصيانة وإعادة التأهيل، فيتم استبدالها بمجموعات ضخ جديدة.
أمين: المشروع يهدف إلى استقرار الفلاحين في أراضيهم ورفع مستوى المعيشة للسكان وتحسين الاقتصاد الزراعي في المحافظة
سدّات مائية في 4 مواقع
في القسم الأول من المشروع يذكر أمين أن فريقاً من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، قام بالتعاون مع كوادر فرع الموارد المائية بإنجاز دراسة فنية لإنشاء عدة سدات مائية صغيرة ومحطات ضخ على سرير نهر الخابور أمام سد الشهيد باسل الأسد (الخابور الجنوبي)، وتم اختيار المواقع المناسبة لتنفيذ السدات ضمن المنطقتين المستهدفتين وهما “العريشة والشدادي” جنوب الحسكة وهي 4 مواقع.
ولتوضيح أهمية هذه السدات، بيّن أمين أن فرع الموارد المائية في محافظة الحسكة يقوم في الأوقات المناسبة لري المحاصيل المزروعة بعد السد في المنطقة الجنوبية من المحافظة، بفتح بوابة سد الشهيد باسل الأسد (الخابور الجنوبي) وضخ كميات كبيرة من المياه التي تم تخزينها في بحيرة السد، والواردة من جريان المياه في مجاري الخابور وروافده، نتيجة هطل أمطار غزيرة في مختلف مناطق المحافظة في فصل الشتاء، ولاسيما المنطقة الغربية في منطقة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة، حيث منابع الخابور، إضافة إلى المياه الجارية في سريري أهم رافدين للنهر في المنطقة، وهما الجرجب وزركان، ومن ثم مياه الرافد الثالث للخابور وهو نهر الجقجق شرق مدينة الحسكة. يضاف إلى ذلك المياه القادمة من الوديان والسيول في المنطقة، ويقدر مجموع تلك المياه بملايين الأمتار المكعبة كل عام.
المشروع يروي 1373 هكتاراً وتستفيد منه 8850 أسرة
من هنا يؤكد أمين أن الهدف من هذا الجزء من المشروع هو حجز الفائض من تلك المياه خلف السدات المقامة على مجرى سرير نهر الخابور، من أجل الاستفادة منها بتشغيل مضخات الري العائدة للجمعيات التعاونية الفلاحية الموجودة في منطقتي “العريشة والشدادي”، وسقاية الحقول الزراعية بدلاً من ذهاب تلك المياه هدراً. وذلك بعد إغلاق البوابة الرئيسة لسد الشهيد باسل الأسد، وتوقف ضخ المياه من بحيرة السد باتجاه الجنوب.
و38 محطة ضخ
وأردف: إن السدات تعد من الإنشاءات الهندسية المهمة التي تُقام على الأنهار أو روافدها أو فروعها، ومن المهام الرئيسة للسدات حجز المياه بكميات تؤمن الاحتياجات المائية للحقول الزراعية والسكان والثروة الحيوانية وكل الاستخدامات في محيطها، مشدداً على أن السدود التي تقام على الأنهار ومجاري المياه والوديان تعد ذات فوائد كبيرة، إذ تنشأ بغية السيطرة على الفيضانات واستخدام المياه المخزنة لتلبية الاحتياجات المائية على مدار السنة لكل القطاعات المستخدمة للمياه، وفي مقدمتها الزراعة والشرب والثروة الحيوانية وتوليد الطاقة الكهربائية واستغلال الثروة السمكية وتطوير الواقع الزراعي.
كما تسهم السدود في تحسين البيئة والمناخ في المناطق المحيطة ببحيراتها، إضافة إلى تحسين الوضع المعيشي للسكان، من خلال تأمين فرص عمل لهم في المشروع.
وأشار أمين إلى أن المشروع يتضمن أيضاً إنشاء 38 محطة ضخ صغيرة على تلك السدات، منها 9 محطات قامت منظمة الأغذية والزراعة FAW بتنفيذها، و29 محطة نفذها برنامج الأغذية العالمي WFP.
المشروع في خواتيمه
وتابع أمين: إن المشروع بدأ في العشرين من شهر آذار الماضي من العام الحالي، وقد قامت منظمة الأغذية والزراعة FAW بتنفيذ سدة العريشة على سرير مجرى نهر الخابور، ويبلغ حجم التخزين لهذه السدة 185 ألف م3 ويصل ارتفاعها إلى نحو 2.25 م وطولها إلى نحو 60 م، والهدف منها حجز المياه لتشغيل مجموعات الضخ لتلبية حاجة المزروعات من مياه الري، إضافة إلى تأهيل أنظمة الري في 10 مواقع في قرى الحمرا والنورية والقمبرية والعتيكة والغريري، كما قامت الجمعيات التعاونية الفلاحية باستلام هذه المضخات.
أما في القسم الثاني من المشروع فقامت منظمة برنامج الأغذية العالمي WFP بتأهيل 27 مجموعة ري، حيث تمت صيانة وإعادة تأهيل كل المجموعات القابلة للصيانة. أما التي لا يمكن صيانتها فتم استبدالها بمجموعات ضخ جديدة، مع تركيب طاقة شمسية لبعضها من أجل تأمين استمرارية عملها، وسيقوم فرع الموارد المائية بتسليم تلك المضخات للفلاحين في الجمعيات التعاونية.
انعكاسات إيجابية
وأكد أمين أن هذه المشروعات الصغيرة لها انعكاسات إيجابية عديدة على المنطقة الجنوبية من المحافظة، بكل مكوناتها من سكان وثروة حيوانية ومزروعات، فسدة العريشة تروي نحو 450 هكتاراً، ويستفيد منها 550 أسرة، أما المواقع العشرة في الحمرا والنورية والقمبرية والعتيكة والغريري، فتستفيد منها نحو 2300 أسرة، وتروي مساحة 723 هكتاراً، بينما تستفيد من مجموعات الضخ التي قام برنامج الأغذية العالمي WFP بتأهيلها نحو 6000 أسرة وتروي 200 هكتار من الأراضي الزراعية.
وأوضح أمين أن القمح والخضار من أهم المحاصيل التي تزرع في هذه المواقع، وبالتالي من خلال إنعاش المزروعات والثروة الحيوانية في المنطقة سينتج مردود مالي لتلك الأسر تعتاش منه، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة دخل الفرد في المنطقة، والحد من الهجرة منها إلى المدينة، هذه الهجرة التي نشطت في السنوات الأخيرة إثر جفاف نهر الخابور وشح المياه.
وبذلك يحقق هذا المشروع العديد من الأهداف، أبرزها استقرار الفلاحين في أراضيهم الزراعية من ناحية، ورفع مستوى المعيشة للسكان من ناحية أخرى، إلى جانب تحسين الاقتصاد الزراعي في المحافظة من خلال إنتاج الحقول الزراعية التي تروى في المنطقة.