الحوار البنّاء
الحوار بين الأجيال هو الطريق لبناء السلام، ذلك يتطلب أن يكون الحوار صادقاً، مبنياً على الثقة المتبادلة التي هي أساس الحوار بين المتحاورين لذا يجب ألا نستبعد هذه الثقة، ولا ننسَ أن العالم مازال في قبضة جائحة كورونا، يحاول البعض الهروب من الواقع ويواجهون بعنف مدمرٍ بين اللامبالاة والأنانية ولا يغيب عن الذهن أن جائحة كورونا ضاعفت الشعور بالانطواء والعزلة في المجتمعات، فظهر عند الشباب شعور بالعجز وفقدان نقل فكرة مشتركة عن المستقبل، ولكن يمكن أن يعبّر الناس عن أفضل ما لديهم في العالم.
فالحوار إذاً أن يصغي بعضنا لبعض وأن نناقش مع بعضنا و بذلك يكون الحوار وحدوياً.
ويحتاج الشاب في الحوار إلى خبرة كبار السن والاستفادة من حكمتهم الناتجة عن اختبارهم للحياة، كما أن كبار السن يحتاجون إلى إبداعات الشباب و لا يمكن معالجة التحديات الكبيرة إلا بالاستعانة بحرّاس الذاكرة الذين هم كبار السن مدركين أن الذين يسيرون بالتاريخ للأمام هم الشباب متذكرين أنه لا يمكن الاستغناء عن أن يعطى المجال للآخر.
والتاريخ والأزمات العالمية تشهد وتبين لنا أن في اللقاء والحوار بين الأجيال قوة دافعة لسياسة سليمة لا تكتفي بإدارة الموجود، والترقيع ووضع الحلول المتسرعة فالحوار هو قوة حب شاملة.
فإذا عرفنا أن نمارس في الصعوبات هذا الحوار بين الأجيال تمكنا من التجذر بالحاضر والترسخ فيه منطلقين إلى المستقبل لنغذي الحماس ونحقق الطموحات مترسخين بالحاضر متكئين على الماضي ومنطلقين نحو المستقبل المنشود