نبع “أفقا” التدمري يعود للحياة من جديد
بعد ثلاثة أشهر من العمل المستمر لفريق الخبراء السوري- الروسي افتتح صباح اليوم الخميس نبع أفقا التاريخي في مدينة تدمر ضمن حفل أقامته وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمة الفيلق التطوعي الاستكشافي في روسيا ومحافظة حمص. حيث أكد مدير عام الآثار والمتاحف الدكتور محمد نظير عوض في تصريح خاص لـ “تشرين” أن المشروع الأثري لإعادة تدعيم وتنظيف النبع، بعد تعرضه للتدمير إثر المعارك في المدينة مع تنظيم داعش الإرهابي، شمل أعمال البناء وإزالة الردميات التي تراكمت في النبع على مدى السنوات السابقة. لافتاً إلى تقديم الدعم المادي و الخبراء والمعدات من الفريق الروسي نظراً للأهمية الأثرية للموقع وتمت إعادة سيلان مياه النبع باتجاه الراحات والبساتين بمدينة تدمر .مبيناً وجود ينابيع عديدة في المكان تخرج من الصخور وتصب في مجرى النبع الرئيسي، الذي اعتاد التدمريون القدماء على استخدامه لتوزيع المياه على مساحة 400 متر داخل المدينة، لذلك فإن النبع له فوائد اقتصادية وعلاجية فضلا عن أهميته الأثرية التاريخية.
وختم عوض قائلاً : من المخطط مشاركة الجانب الروسي في ترميم وإعادة تأهيل عدة مواقع تاريخية في مدينة تدمر الأثرية.
في سياق متصل قال مدير منظمة الفيلق التطوعي الاستكشافي الأثري في روسيا تيمور كارموف في تصريح لـ “تشرين” : نفذنا المشروع بناء على الاتفاقية الموقعة مع الجانب السوري لترميم وإعادة تأهيل عدة مواقع ومعالم تاريخية خربها الإرهابيون بمدينة تدمر الأثرية .
ولفت كارموف إلى أن هذا المشروع هو الخطوة الأولى التي تقوم بها الجمعية في مدينة تدمر حيث تم اختيار موقع صغير في النبع بالبداية لإعادة ترميمه لأهميته التاريخية والاقتصادية لمدينة تدمر حيث إن الجانب الروسي سيبذل كل جهوده وخبراته الأثرية في أعمال الترميم القادمة لمواقع أثرية أخرى في مدينة تدمر الحضارية. لافتاً إلى أهمية إعادة الحياة لهذا النبع التاريخي الذي يساعد على إعادة المزارعين إلى بساتينهم التي أزدهرت بفضل مياهه .
وأشار الخبير الروسي إلى مشاركة عدد من المؤسسات الروسية في المشروع، وإلى رغبة مؤسسات أخرى عديدة بالمساهمة في ترميم المعالم التاريخية في سورية
وعلى هامش افتتاح النبع تم إصدار كتاب خاص باللغتين العربية والروسية من الفريق المنفذ للمشروع يتحدث عن تاريخ نبع أفقا وخطوات العمل المنفذة لإعادته للحياة من جديد .
يُذكر أن “أفقا” باللغة الآرامية تعني “نبع”، وهو سبب وجود تدمر واستمرارها منذ أقدم العصور، ويعرف اليوم باسم الحمام الكبريتي أو رأس العين، حتى يمكن القول إن تدمر “هبة النبع”.