من إعلام العدو.. ضابط احتياط إسرائيلي: قادة الحرب على غزة يقودون «إسرائيل» إلى الجحيم
ترجمة وتحرير ـ غسان محمد:
في جديد تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على الداخل الإسرائيلي، يواصل كبار المحللين والمعلقين، التحذير من العواقب الوخيمة التي تنتظر “إسرائيل” جراء استمرار الحرب، دون تحقيق أي إنجاز عسكري أو سياسي، بعد أكثر من سبعة أشهر من الحرب، كما ترتفع الأصوات التي تطالب باستقالة الحكومة، وقادة المؤسسة العسكرية والأمنية، الذين يتحملون مسؤولية الفشل السياسي والعسكري في السابع من تشرين الأول الماضي.
وفي هذا السياق، قال اللواء احتياط يتسحاك بريك، في مقالة نشرتها القناة “12” العبرية، إن خمسة “قادة” في حكومة الحرب المقلصة يقودون “إسرائيل” إلى كارثة لم نشهد مثلها من قبل.
وأضاف: إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، وعضوي “كابينيت الحرب” بيني غانتس وغادي آيزنكوت، يتحملون كلهم بشكل مباشر، مسؤولية ما حدث في 7 تشرين الأول 2023، وأن هذه المجموعة بأكملها هي أيضاً المسؤولة بشكل مباشر عن خسارة “إسرائيل” الحرب في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الأسوأ من ذلك كله لم يأتِ بعد.
وأوضح بريك، أن هذه المجموعة، ورّطت “إسرائيل” في أزمة اقتصادية خانقة، وتسببت بأزمة خطيرة مع العالم، كما تتحمل مسؤولية تمزق “المجتمع” الإسرائيلي من الداخل، فكيف يمكن لهذه المجموعة المسؤولة عن أكبر فشل وكارثة أن تدير حكومة الحرب..؟ كيف يُسمح لمثل هؤلاء بمواصلة إدارة الحياة العامة وحروب “إسرائيل”، التي أصبحت جمهورية موز بكل معنى الكلمة..؟
وتابع بريك: لقد قرر قباطنة كابينيت الحرب، توسيع الحرب في رفح، على الرغم من أن قراراتهم السابقة أدت إلى مقتل المئات من جنودنا وجرح الآلاف. يبدو أن هؤلاء لم يستوعبوا حقيقة أن الغارات المتكررة على المناطق التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي واضطر لمغادرتها، لم تؤد إلى انهيار المقاومة الفلسطينية، وإنما زادت من عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي بشكل أكبر.
وأضاف اللواء بريك: إن كل الأزمات التي تمر بها “إسرائيل” هي صنع مجموعة من الحمقى الذين يديرون الحرب في “كابينت الحرب”، الذين سيدفنون “إسرائيل”، الأمر الذي يجب أن يشعل الأضواء الحمراء ويكون بمثابة إنذار طوارئ لجميع الإسرائيليين، مع الأخذ بعين الاعتبار، أنه لا توجد فرصة للانتصار على المقاومة الفلسطينية في غزة، في ظل عدم ظهور مؤشرات في الأفق على انهيارها.
وحذّر اللواء بريك، من احتمال تحول الحرب إلى حرب استنزاف عبثية قد تستمر لسنوات عديدة، في غزة ومع حزب الله في لبنان، ما من شأنه أن يؤدي إلى انهيار “إسرائيل” من الداخل.
ورأى بريك، أن الدخول العسكري إلى رفح، سيكون المسمار الأخير في نعش قدرة “إسرائيل” على إسقاط المقاومة الفلسطينية، وسبباً مباشراً لحرب إقليمية قادمة، ستكون أخطر وأفظع بمئات آلاف المرات من الحرب على غزة.
وخلص بريك إلى القول إن “القباطنة” الذين يديرون الحرب، يقربون “إسرائيل” من حرب إقليمية شاملة، وهم يدركون أن الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية، غير مستعدين لهذه الحرب، التي ستكون من أفظع الحروب الإسرائيلية، والأخطر من ذلك، أن نتنياهو وغالانت وهرتسي هاليفي، يريدون أن تستمر الحرب من أجل إنقاذ حياتهم من الكارثة التي جلبوها على الإسرائيليين، في السابع من تشرين الأول الماضي، لأن نهاية الحرب ستكون بالنسبة لهم نهاية طريقهم، وهم لا يدركون حقيقة أنه لا جدوى من استمرار القتال في قطاع غزة، وأن “إسرائيل” ستتكبد خسائر جسيمة للغاية في حال استمرار الحرب، وأن استمرار القتال سيؤدي خلال فترة قصيرة إلى انهيار جيش الاحتياط، ومعه جيش البر بأكمله، والاقتصاد، والعلاقات الدولية، والمجتمع الممزق من الداخل، لذلك، ولتجنب هذا السيناريو الخطير، ليست هناك سوى طريقة واحدة للخروج من المستنقع: أن تعلن “إسرائيل” وقف العمليات العسكرية، وإعطاء فترة لاتفاق تبادل الأسرى، وتجنب حرب إقليمية متعددة الساحات لسنا مستعدين لها على الإطلاق، وقد تؤدي إلى تدمير “إسرائيل”.