الأُمُّ سُوريَةُ..
سورية تكبر كل يوم بعطاءاتها ومواقف أبنائها على مختلف الجبهات، خرجت من أتون حرب مدمرة استهدفت كل شيء، مؤامرات حيكت، لكنّ خيوط هذه المؤامرات انجلت و تلاشت ، وكان مصيرها الإخفاق. كيف لا والوطن والإنسان كانا محور كل مشروعات النهوض بل إن الإنسان مرتكز كل الجهود والبرامج والخطط والاستراتيجيات . فما نراه ونعايشه ونقرؤه يوماً بعد يوم عن تطور مراحل رحلة التطوير ومسيرة التغيير وعما يعيشه وطن الطموح من إجراءات جديدة، ومد يدّ العطف والحنان لمن تخلّفوا وأساؤوا في إبرام التسويات على امتداد الجغرافيا السورية، يؤكد العزم والمضي في بناء وطن لجميع أبنائه وطن عقد العزمَ أن الدولة ستبقى قوية بالتفاف شعبها وجيشها تحت قيادة إرادة متينة، مشروعُ نهضتها الحديثة طموحُه عنان السماء.. لم ولن تحيد عن مواقف السيادة والوطنية للمحافظة على كل ذرة تراب من الوطن.. ولتكتمل المسيرة نجاحاً، كان الحرص الأكبر على استقطاب كل أبنائها وخاصة من دخل في متاهة التضليل والضياع، فكانت كالأم التي تمد يديها لتحضن كل أولادها، حتى أولئك الذين ضللتهم غشاوة الكذب وتاهوا عن جادة الصواب في وقت من الأوقات، لم تتوقف مسيرة الصفح يوماً، وها هي التسويات التي لم تتوانَ الدولة عن فتح أبوابها تجاه استقطاب المزيد من الذين تخلّفوا أو وقعوا في شرك الأخطاء، وما حالة الإقبال إلا دليلٌ آخر يجسد أبوية الدولة تجاه جميع أبنائها، ليظل كلُّ سوري كبيراً بأمه التي يعشق، يبادلها الحب بالعطاء، لتظل باقيةً ومنتجة ما بقي الإنسان على وجه البسيطة.. نعم “أمنا” سورية التي نكبرُ بها جميعاً..
أمٌّ رؤوم.. تحنو على أبنائها، رسائلها وخطواتها لا تعد ولا تحصى بهذا الشأن، إشارات كبيرة بدلالاتها لجهة النظرة للمستقبل بالاعتماد على كوادرها وشبابها، تؤسس للمرحلة الواعدة المقبلة التي تنتظر السوريين، مرحلة العمل والإنتاج، ليقولوا للعالم إنهم قادرون على صنع المعجزات وبناء بلدهم من جديد.. فالسوري إن عزم فعل، وإن فعل تميز، وعديدة هي الشواهد وفي كل الميادين، وهذا ما يؤهلنا لنكون قادرين على صنع المستقبل المشرق الذي نريد..
الحالة الأبوية القائمة والمتجذرة، تنبع من مبادئ وأسس الدولة التي تحرص عليها، وهذا ليس وليد اللحظة.. فالباب مفتوح للعودة لمن رغب ممن تاه أو تخلف عن واجب، ليكون شخصاً فاعلاً بمجتمعه، مشاركاً كما الآخرين في بناء كل ما يسهم بإعلاء شأن وطنه.. وهذه الحالة تؤكد أننا نريد مستقبلاً نستعيد فيه قدرات قطاعنا العام وفاعليته، وننهض باقتصادنا، ويزدهر قطاعنا الخاص، وتتحقق النهضة بسواعد الجميع على مختلف الصعد والمناحي، ليس هذا فحسب بل الطموح أكبر وأكثر اتساعاً أفقياً وعمودياً، أن نعمل مخلصين لبناء دعائم الدولة بروح من الإيثار والتسامح والولاء المطلق.
الوقائع تتكرر بأن المواطن شريك أساسي في تسريع وتيرة التغيير الإيجابي والإفادة منه، ونحن في بلد طيب معطاء، يسير وفق خطوات أساسها الاهتمام بكل ما يهمّ المواطن، والسعي نحو مزيد من الانفتاح تجاه عصر جديد..