“أوميكرون” يكبل احتفالات الميلاد ورأس السنة في أوروبا
مع اقتراب أعياد الميلاد ونهاية رأس السنة, عززت الكثير من الدول الأوروبية إجراءات الوقاية الصحية وبدأت اتخاذ سلسلة قيود وإجراءات احترازية، فيما يواصل متحور “أوميكرون” من فيروس “كورونا” المستجد انتشاره في العالم.
وتسبب متحور” أوميكرون” الذي انتشر في 89 دولة حتى الآن في موجة جديدة من الإغلاقات في أوروبا وإلغاء خطط الاحتفالات بموسم الأعياد السنوي, وسط تصاعد جدل اجتماعي وسياسي حيال مدى نجاعة تلك الإجراءات وضرورتها، فيما تتواصل الاحتجاجات الرافضة في الشارع لإعادة فرض القيود على الحياة العامة وفرض التطعيم.
هذا, وتعتقد المفوضية الأوروبية أن المتحور الجديد قد يصبح مهيمناً في القارة الأوروبية مع حلول منتصف كانون الثاني المقبل، اعتقاد دفع عدة دول أوروبية فرض قيود صحية جديدة تتراوح بين إغلاق الملاهي والمطاعم والمدارس إلى توسيع مجال التطعيم ليشمل الأطفال.
فقد أعلنت أيرلندا والدنمارك وهولندا فرض الإغلاق العام، حيث ستغلق كل المحلات غير الأساسية والمطاعم والحانات ودور السينما والمتاحف والمسارح، اعتباراً من الأحد حتى 14 كانون الثاني, كما سيخفض عدد الزوار المسموح باستقبالهم في منزل واحد من 4 إلى 2، باستثناء ليلة عيد الميلاد ، ويوم العيد واليوم التالي للعيد ورأس السنة.
أما سويسرا فستسمح فقط للملقحين أو المتعافين من “كوفيد19″، بدخول المطاعم والمؤسسات الثقافية والمنشآت الرياضية والترفيهية والفعاليات المختلفة.
وفي بريطانيا، أعلن عمدة لندن صديق خان، حالة التأهب المعروفة بـ”الحدث الكبير” في مسعى للتعامل مع التفشي السريع للمتحور، كما ألغيت العديد من المباريات الرياضية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك بعض مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، فيما حظرت ألمانيا المسافرين من المملكة المتحدة، بسبب الارتفاع السريع في عدد الإصابات بـ”أوميكرون” هناك.
وفي فرنسا أعلنت بلدية باريس إلغاء عروض الألعاب النارية والحفلات الموسيقية المقررة في جادة “الشانزليزيه” ليلة رأس السنة, في حين أكدت الولايات المتحدة أنها تفكر في إجراء تغييرات على الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة، وأن القرار النهائي سيتخذ قبل احتفالات عيد الميلاد.
في غضون ذلك، باتت بعض الدول الأوروبية مثل النمسا وأيرلندا والبرتغال وإيطاليا واليونان، تفرض على المسافرين الأوروبيين إبراز فحص تشخيص سلبي النتيجة لدى وصولهم، حتى وإن كانوا ملقحين.
وأمام المشهد الوبائي في أوروبا، عشية عطلات أعياد الميلاد ورأس السنة، التي يبدو أن “أوميكرون” يكاد يعصف بها، يقول باحثون: إن معايير الوقاية الأوروبية عالية المستوى، وبروتوكولات التعامل مع متحورات الفيروس التاجي، أصبحت أكثر تعقيداً من ذي قبل، وذلك نظراً لحجم انتشار الفيروس في عموم الاتحاد الأوروبي، الذي سجل نحو 89 مليون إصابة و 1.5 مليون وفاة، وهي كلفة بشرية واقتصادية باهظة، ومؤشر على هشاشة النظم الصحية رغم أنها الأعلى جودة مقارنة بمناطق أخرى من العالم.