رغم تخصيص مدينة حلب بإقامة الحفل المركزي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز إلا أن برنامج الحفل خلا من عرض أي معلومة تخص المركز الموجود في العاصمة الاقتصادية لمعالجة هذا الوباء مع رفض مدير البرنامج التحدث بأي معلومة حول المركز وما يقدمه من خدمات لمرضى الإيدز إلا بعد موافقة مدير صحة حلب، الذي لم يعطه الإذن بذلك، مفضلاً إعطاء مهمة التصريح للإعلاميين إلى الأشخاص القادمين من وزارة الصحة في دمشق.
الحفل المركزي الذي نظم تحت شعار «القضاء على أوجه عدم المساواة وسيلة للقضاء على الإيدز» لم تتجاوز فعالياته نصف ساعة تقريباً، حيث اقتصرت على كلمات المسؤولين العاملين في القطاع الصحي ومنظمة الصحة العالمية ومديرية الأوقاف، مع عرض فيلم توعوي حول كيفية الوقاية من مرض الإيدز وعرض الحالات التي يمكن أن يصاب بها المصابون بهذا المرض، إضافة إلى عرض مسرحي جسد الحالات النفسية التي يتعرض لها المصابون بمرض الإيدز ونظرة المجتمع لهم.
مدير صحة حلب الدكتور زياد حاج طه أكد أن سورية لا تزال تصنف من الدول ذات معدلات الإصابة المنخفضة إقليمياً وعالمياً، حيث بلغ العدد التراكمي لحالات نقص المناعة المكتشفة من عام 1987 وحتى بداية الشهر الحالي من عام 2021، 1090 حالة عائدة لسوريين وغير سوريين منهم 351 غير سوريين، و739 حالة لسوريين، في حين بلغ عدد الأشخاص المتعايشين بعدوى نقص المناعة «الإيدز» الذين يتلقون العلاج 300، علماً أن نسبة التغطية العلاجية بلغت 75% من المرضى المتابعين، مضيفاً: تم تسجيل 10 إصابات بعدوى فيروس كورونا المستجد بين المتعايشين بمرض الإيدز، حيث تمت متابعتهم واتخاذ الإجراءات الاحترازية الوقائية من فيروس كورونا المستجد وتقديم العلاج المناسب، علماً أنه تم وضع خطة استجابة من خلال تفعيل فرق التقصي، حيث خصصت غرفتان للحجر الصحي خاصتان بالمتعايشين مع فيروس الإيدز وغرفتان للعزل الصحي للحالات التي ثبتت إصابتها بكورونا وذلك من مراكز الحجر والعزل في كل المحافظات.
من جهته زياد الجراد ممثل منظمة الصحة العالمية في سورية أكد أن عدد الأشخاص المصابين بمرض الإيدز في إقليم شرق المتوسط بلغ 1240 ألف شخص حتى عام 2020، لافتاً إلى أن الهدف المستدام للمنظمة الصحة العالمية القضاء على هذا المرض حتى نهاية 2030، مشيراً إلى أن سورية قطعت شوطاً كبيراً في مجال مكافحة هذا المرض وكيفية التعاطي معه، مؤكداً أن سورية تظهر مرونة عالية من خلال نظامها الصحي وتتقدم إلى الأمام في تقديم الرعاية والعلاج لمرضى الإيدز والاتجاه نحو مكافحته وتقليل نسبة الإصابات بهذا المرض.
بدورها سولينا حمادة عضو قيادة منظمة شبيبة الثورة أكدت أهمية تحصين الشباب فكرياً وصحياً من هذا المرض لأنهم يشكلون العمود الفقري للمجتمع، مع العمل على تقديم التوعية بهذه الأوبئة الفتاكة، مشيرة إلى أن تحقيق هذه الغاية هو مسؤولية جماعية، حيث يفترض مشاركة جميع أفراد المجتمع في إنجاز هذا الهدف من أجل الوصول إلى مجتمع سليم معافى.
من جانبه مصطفى دهان رئيس دائرة التوجيه والإرشاد في مديرية أوقاف حلب دعا إلى التحصن والوقاية من هذا المرض الخطير من خلال التمسك بالفضائل والأخلاق والابتعاد عن الممارسات غير الأخلاقية، علماً أن الإصابة بمرض نقص المناعة قد تنجم عن عدوى عند استخدام بعض أدوات الحلاقة مثلاً أو نقل الدم وليس فقط نتيجة بعض الممارسات المنحرفة، لافتاً إلى ضرورة تشارك الجميع في توعية المجتمع وتحصينه من هذا المرض وغيره من الأمراض الخطيرة التي تهدد صحة الإنسان وتهدم الأسرة والمجتمع.
ت – صهيب عمراية
قد يعجبك ايضا