تجري في فيينا مفاوضات الجولة السابعة حول عودة واشنطن للاتفاق النووي الإيراني بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من هذا الاتفاق عام 2018 الذي وقعت عليه عام 2015 الدول الكبرى 5+1 بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما.
وكان قرار إدارة الرئيس جو بايدن منذ وصولها إلى البيت الأبيض العودة إلى الاتفاق النووي معتبرة قرار ترامب خاطئاً ومتسرعاً ولا يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية مثله مثل قرارات ترامب الاعتباطية بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ والانسحاب من منظمة الصحة العالمية والانسحاب من منظمة التجارة الدولية وغيرها من الانسحابات غير المبررة.
وتجري المفاوضات منذ الجولة الأولى بصورة مباشرة بين إيران والدول الأربع الكبرى 4+1 وبصورة غير مباشرة بين طهران وواشنطن وذلك بسبب أن إدارة ترامب فرضت عقوبات إضافية جائرة على إيران وزادت من حصارها الاقتصادي عليها ولم تفرج عن ودائعها المجمدة لديها منذ سنوات، ما جعل المفاوض الإيراني يحمل مطلباً أساسياً ألا وهو رفع العقوبات الأمريكية بالكامل كشرط للمضي بهذه المفاوضات على طريق النجاح وعودة واشنطن إلى الاتفاق كما كان قبل الانسحاب الأمريكي منه ومن دون أي تعديلات أو إضافات جديدة.
وقبل بدء المفاوضات عادت الأطراف الأوروبية وواشنطن إلى اتباع أساليب المراوغة والتحايل واستخدام لغة التهديد والوعيد ولم تظهر إدارة بايدن حتى الآن سوى التردد وعدم الإقدام على خطوة واحدة لرفع الحظر أو إلغاء العقوبات عن إيران رغم حماسها للعودة إلى الاتفاق إعلامياً وحتى إظهارها تجاهلاً خجولاً لاحتجاجات الكيان الصهيوني على إحياء هذا الاتفاق، الأمر الذي دعا الجانب الإيراني إلى الإعلان عن رفضه لنهج المفاوضات الاستنزافية وإبداء الجدية وتقديم ما يُثبت حسن النيات في مقابل الجدية الكاملة للطرف الإيراني بالالتزام بالاتفاق النووي كما تم التوقيع عليه قبل ستة أعوام.
وإذا ما استمرت المناورات الأوروبية والأمريكية ومحاولات استنزاف الطرف الإيراني لفرض بنود إضافية على الاتفاق ولاسيما بما يخص برنامج إيران للصواريخ البالستية، فلن تصل المفاوضات إلى نتيجة إيجابية وسوف تخسر الولايات المتحدة الأمريكية والطرف الأوروبي معركتهما لتحجيم إيران نووياً فيما يواصل البرنامج النووي الإيراني مسيرته نحو آفاق جديدة وتحقيق مزيد من النجاحات.