سوق الضيعة في اللاذقية.. بيع منتجات الطبيعة الصحية تحت عين مخابر مديرية الزراعة
تشرين- آلاء هشام عقدة:
يعد سوق الضيعة الموجود في حديقة السلطان في مدينة اللاذقية مكاناً للتشجيع على ثقافة المنتج الصحي والطعام الصحي، حيث يضم السوق في زواياه مطبخاً صحياً لطهو الأطعمة الصحية والمعجنات، بالإضافة للأشغال اليدوية والمنتجات الطبيعية التي تعرضها سيدات قادمات من الريف لتسويق منتجاتهن الصحية الخالية من المواد الكيميائية.
آمنة محمد القادمة من قرية بستا في صلنفة بيّنت في حديث لـ”تشرين” أنها تعرض في سوق الضيعة أعمالاً يدوية مشغولة بالبروكار ، بالإضافة لتصميم حقائب وديكورات للمنزل وجزادين رجالية ونسائية وأغطية ومفارش وإكسسوارات.
فيما تعرض أميرة حسن منتجات طبيعية حبوب، لوز، عسل، زعتر، دبس رمان وخرنوب، تين يابس، وحلويات، وخبز شعير، شوفان وأضافت: منتجاتنا لها فوائد عدة وتعدُّ غذاء كاملاً وتخفف من نفخة الكولون والتنحيف وتقوّي الدم ومناسبة لمرضى السكري.
بدورها، أكدت وفيقة محمد أنها تعمل يداً بيد مع زوجها الذي يزرع الأرض ويحصدها وهي تقوم بتصنيع مواد عدة من منتجات الأرض، كخل التفاح، دبس الرمان، ماء زهر مقطر، دبس العنب، بالإضافة للزهورات.
كما أشارت إلى أنها تعرض في قسم من طاولتها بعض المنتجات الطبيعية التي تصنعها ابنتها، مدللة بالصابون الطبيعي من دون مواد عطرية وحافظة للحصول على بشرة صحية، مؤكدة أن الأسعار مدروسة.
من جهتها، بيّنت رئيسة مجلس إدارة سوق الضيعة الدكتورة زينة وليد لـ”تشرين” أنّ جمعية سوق الضيعة جمعية بيئية هدفها المحافظة على الأرض وتشجيع المنتجين ممن لديهم منتجات طبيعية صديقة للبيئة والإنسان، على عرضها في السوق، مؤكدة أنّ سوق الضيعة مفتوح للجميع للمشاركة به لكن بشروط معينة، ففي حال كان المنتج زراعياً تتم زيارة الأرض وأخذ عينة لتحليلها في مخابر مديرية الزراعة للتأكد من خلو التربة من الأسمدة الكيميائية.
وأضافت: في حال كانت المنتجات التي سيتم عرضها غذائية، لابدّ أن تكون صحية، إذ يجب أن تكون الحلويات خالية من السكر الأبيض وتحلّى بالتمر أو الدبس ، أما المعجنات فتكون مصنوعة من طحين قمح كامل، ملح بحري وخميرة بلدية من صنع اليد، أما المنتجات الحرفية فهي لا تحتاج لشروط سوى أن يقدم الشخص قطعاً بموهبة إبداعية.
ولا يقتصر نشاط سوق الضيعة على عرض المنتجات في حديقة السلطان، وإنما يتعداه- حسب وليد- إلى القيام بحملات تشجير للمناطق المحروقة والتي تبدأ مع هطول الأمطار في تشرين الثاني وتستمر حتى مطلع نيسان، ويتم التركيز على فئة الشباب لتنمية الحس لديهم للارتباط بالأرض ونشر الوعي الصحي والبيئي والغذائي للحفاظ على الأرض.
وأضافت وليد: القيام بحملات التنظيف للشواطئ والحدائق وتخفيف التلوث من البلاستيك الذي يدمر الحياة البرية والبحرية.
وأشارت أيضاً إلى القيام بنشاطات للأطفال، حيث يرافق سوق الضيعة يوم السبت زاوية ( صغار كبار) للاهتمام بأنفسهم وبالأرض من خلال الأشغال اليدوية، وبرنامج
(بذور من نور) الذي يترافق مع موسم افتتاح المدارس ويتم خلاله اختيار مدرسة للقيام بأنشطة بيئية فيها تشمل إعادة التدوير، والقيام بزراعتها في حال كانت تضم حديقة، بالإضافة لنشاط (قلب مفتوح) يوم الأحد من كل أسبوع لتأمين فرصة ومساحة أمان للأشخاص للتعبير عن مشاعرهم وآلامهم من دون أن يحكم عليهم أحد ، فيما يقام نشاط ( لحظة سلام) كل ثلاثاء يعبر الأشخاص خلاله عمّا في داخلهم من خلال الرسم والألوان وممارسة مجموعة من تمارين التنفس والحركات الرياضية للتخفيف من حالة التوتر والأرق.
وبيّنت وليد أنهم يسعون حالياً لإنتاج ( كومبوست) سماد طبيعي ضمن سوق الضيعة من خلال وضع برميل يتم فيه رمي بقايا الطعام وقشور الخضار، بالإضافة لفكرة عن إعادة تدوير الورق.