مدير الإنتاج محرِّكُ عجلة العمل الفني!
يتساءل كثيرون عن كيفية إنجاز العمل الفني، وعن مهام بعض التسميات الموجودة على شارة العمل الفني، وعن مهمة مدير الإنتاج ووظيفته وما دوره في تشكيل العمل الدرامي… ويجيب بعض المشتغلين عن أسئلة «تشرين» حول هذا المجال وهم ممن لهم باعٌ طويل في هذه المهنة عن هذا الموضوع.
مهنة علاقات عامة
عبد الرزاق حوراني صاحب باع طويل في مجال الإنتاج التلفزيوني وله العديد من الأعمال الدرامية، قال : إن عملية الإنتاج تبدأ بفكرة تتطور إلى قصة وسيناريو وحوار وتصوير وعمليات فنية، وفي سورية قلة من يحملون شهادة إدارة إنتاج لكونه لا توجد أكاديمية تدرِّس الإنتاج التلفزيوني والسينمائي، بل هي خبرة وعلاقات شخصية، وهذه المهنة متدرجة المراحل، فالخطوة الأولى يكون الشخص مساعداً للإنتاج، ثم منفذاً له، ومن بعدها مديراً للإنتاج أو مدير إدارة له أو قد يتطور ليصبح منتجاً فنياً إذا سنحت الفرصة له.
وتحدث الحوراني عن آلية بناء العمل الفني قائلاً: يتم تشكيل الكادر الفني بالمشاركة بين مدير الإنتاج والمخرج بعد الحصول على موافقة النص، نبدأ بتفريغ النص نحصل من خلاله على جدول بالشخصيات، جدول بمواقع التصوير، جدول بالإكسسوارات، جدول بالكومبارس، ومن ثم يتم وضع الموازنة بعد الاتفاق مع المخرج على أسماء الممثلين المقترحة من قبله ويوضع بجانب كل شخصية الممثل المقترح ويتم التواصل معه وتأمين النص للممثل مع ذكر اسم الشخصية المقترح تصويرها.
ويضيف الحوراني: من مهام مدير الإنتاج تأمين الفنيين ويتم ذلك بالاتفاق مع المخرج على الأسماء والتواصل معهم من : مخرج منفذ – سكريبت – مهندس ديكور – منفذ ديكور – مدير تصوير وإضاءة – مشرف إضاءة فوكس بلور – مهندس صوت – فني مونتاج – فريق إنتاج والخدمات – مدير مالي – مهندس إكسسوار – مصمم مكياج وكوافير ومساعديهم، كما يقوم بتأمين التجهيزات الفنية اللازمة لعمليات التصوير والتي تستمر مدة متفقاً عليها مع الشركة والمخرج.
شريك بالقيمة الفنية
وارتأى رامي عبيدو أن مدير الإنتاج هو شخص مؤتمن على مال المنتج لتحقيق شروط فنية وإدارية حسب طبيعة النص ورؤية المخرج، من هذا المنطلق يبدأ مدير الإنتاج بوضع التكلفة المالية المقدرة للنص الدرامي أو السينمائي مع خطة لتنفيذ العمل، وأضاف: مدير الإنتاج هو شريك بالقيمة الفنية وشريك بانتقاء وخيارات الفنانين والفنيين المقدرة أجورهم ضمن الموازنة الموضوعة سابقاً، بالإضافة إلى أنه يستطيع رفض أي فني أو فنان يختاره المخرج إذا كانت الأجور لا تتوافق مع ميزانيته لكن لا يستطيع أن يفرض على المخرج أي خيار إلا إن كان الطرفان (المخرج ومدير الإنتاج) متفاهمين وتوجد (ثقة مهنية) متبادلة، ونوّه عبيدو بأنه لا يوجد اختلاف بمهنة مدير الإنتاج بالأعمال الدرامية بشكل عام إنْ كانت بيئة شامية أو غيرها.
تشكيل الكادر الفني
من جهته ذكر أشرف غيبور أن مدير الإنتاج هو المشرف على تنفيذ النص الدرامي من الألف إلى الياء ليصبح العمل جاهزاً للعرض على الشاشات فهو يقوم بعمليات تفريغ العمل ووضع ملاحظاته الإنتاجية، ومن ثم القيام بوضع ميزانية تقديرية للتكلفة المالية للعمل بعد أن يقوم بعمليات الاستطلاع لأماكن التصوير والتشاور مع المخرج والمنتج: من هم الممثلون المحتملون لأداء الأدوار الرئيسة للعمل لأن تشكيل الكادر الفني هو من أهم الأعمال التي ستنجز حيث إن تفاهم هذا الكادر ومهنيته، مهمة جداً لكي نحقق الشروط الفنية المطلوبة وكل ما يلزم.
وحول فرق العملية الإنتاجية بين الأعمال التاريخية والمعاصرة أو البيئية أضاف: لا يوجد فرق بين فئة الأعمال الدرامية إن كانت اجتماعية أو تاريخية أو بيئة شامية إلا ببعض التفاصيل كالديكورات والملابس والإكسسوار التي تحتاج جهداً ودقة وتوثيقاً أكثر في فئتي التاريخي والبيئة الشامية، وقال غيبور إن مدير الإنتاج مسؤول عن تنفيذ العمل أثناء التصوير وهو مرجعية لكل من يعمل فيه حتى الانتهاء من عمليات المونتاج والمكساج والموسيقا كي يصبح جاهزاً للعرض.
سينما ببصمة الأتاسي
عندما نستحضر من ذاكرة السينما السورية الأسماء اللامعة والمؤسسة فلا بد لنا من التوقف عند اسم الراحل نادر الأتاسي، الذي سطر باسمه صفحات في السينما السورية، فهذا الرجل كان صاحب إسهامات كبيرة في السينما السورية، وقد قدم خلال فترة عمره الطويلة في السينما الكثير من الأعمال.
نادر الأتاسي هو الذي أنتج كل المشاريع السينمائية للرحابنة ونقلها من المسرح للشاشة الكبيرة، كذلك فعل مع مشاريع الفنان دريد لحام الذي أنتج له معظم أعماله في السينما. أقدم على العديد من المغامرات السينمائية المهمة في عمله، قيامه بتجديد صالة سينما دمشق في قلب العاصمة، لتكون مجمعاً سينمائياً، يعد من أفضل صالات السينما في سورية.