في ظل ارتفاع أسعار الألبان والأجبان بأسواق محافظة اللاذقية وتفاوتها بين محل وآخر، إلى متى سيبقى المواطن يرزح تحت مزاجية الباعة، وتقصير الجهات المعنية في إيجاد الحلول ومراقبة الأسواق؟ ولماذا لا يتم دعم صالات المرأة الريفية على نطاق واسع في المحافظة؟.
وتساءل مواطنون: ليس من المعقول أنه لا يوجد سوى صالتين لبيع منتجات المرأة الريفية، واحدة في مدينة اللاذقية وأخرى في جبلة، مع العلم أن إنتاجها ينافس السوق بالأسعار والجودة، ومَن يرغب بالشراء سيأتي من بقية الأحياء للشراء ولا يجد لقلة الإنتاج.
بدورها، قالت رئيس دائرة التنمية الريفية الزراعية والأسرية في مديرية زراعة اللاذقية المهندسة رباب وردة لـ”تشرين”: لدينا وحدة تصنيع ألبان وأجبان في وحدة قبو العوامية، حيث يتم استجرار الحليب من النساء العاملات في الوحدة من المزارع الموجودة في القرية والقرى المجاورة، لنقوم بتصنيعه وبيعه عبر صالات منتجات المرأة الريفية، ليحقق عائداً اقتصادياً لأولئك النسوة بالدرجة الأولى وللمستهلكين بالدرجة الثانية من خلال بيع الألبان والأجبان بأسعار أقل من الأسواق.
وبينت وردة أنه يتم تسعير المنتجات بأسعار أقل من سعر السوق ليحقق هامش ربح للسيدات الريفيات العاملات، مع أنه يجب أن تكون الأسعار أعلى لأن المنتجات ذات جودة عالية ومراقبة وخاضعة لاختبارات تموينية.
وحول عملية التسويق، أشارت وردة لتسويق المنتجات في صالات المرأة الريفية، بالإضافة لصالات (السورية للتجارة) وخاصة في مجمع أفاميا، حيث يتم تزويد الصالات بشكل يومي بمنتجات متنوعة لبن ولبنة وجبنة وقريشة وشنكليش، مضيفة: نظراً لجودة المنتجات وانخفاض أسعارها مقارنة بأسعار السوق، تنفد باكراً من الصالات نظراً للإقبال الكبير عليها.
وبينت وردة أن عبوة كيلو اللبن ٩٠٠ غرام يباع في صالات المرأة الريفية و(السورية للتجارة)، بـ١٩٠٠ ليرة، بينما السعة نفسها تباع بالأسواق بين ٢٢٠٠-٢٣٠٠ ليرة، كما يباع كيلو اللبنة بـ٧٠٠٠ليرة ، وكيلو الجبنة ١٠٨٠٠ ليرة، والقريشة ٩٢٠٠ ليرة، مشيرة إلى أجور التعبئة والغاز وبقية المواد التي تدخل بالتصنيع، مع هامش ربح للنساء الريفيات.
وعن الصعوبات التي تعترض العمل، أشارت وردة إلى غياب أحد الموردين نتيجة بيع أبقاره، وارتفاع أسعار الحليب والمواد الأولية التي باتت تحتاج لرأس مال كبير، مؤكدة أنهم يعملون حالياً على إيجاد آلية ليتم تأمين رأس المال عن طريق قروض ميسرة للنساء الريفيات بهدف زيادة الكميات وتحقيق ريعية وانتشار أكبر.
ولتذليل هذه الصعوبات، لفتت وردة إلى ضرورة العمل على زيادة عدد وحدات التصنيع الريفية بشقيها الغذائي والريفي، وزيادة صالات البيع، ودعم المنتجين برأس مال تشغيلي، زيادة عدد الموردين، زيادة إنتاجية الموارد الزراعية والمنتجات الريفية، وتأمين هذه المنتجات الريفية ذات الجودة العالية لأكبر شريحة من المستهلكين، بما ينعكس على زيادة الإنتاجية وتحقيق ريعية اقتصادية جيدة للأسر الريفية العاملة بهذا المجال، وبالتالي دعم الإنتاج المحلي والاقتصاد الوطني.
وعن حالة ضبط الأسعار في الأسواق، قال رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة اللاذقية المهندس أحمد زاهر: تسعيرة الألبان وفق قرار المكتب التنفيذي هي ١٨٠٠ ليرة لكل ١ كغ، ولكن هناك بعض المعامل قامت بتقديم بيانات كلفة وإيداعها لدى المديرية بسعر ٢٢٠٠ ليرة للكغ، وبالنسبة للأوزان وفق قرار الألبان يحق لهم بيع العلبة ٩٠٠غ، بشرط أن يكون معلناً عن الوزن بشكل صريح، ويكون أقل من سعر الكيلو غرام الواحد.
وأضاف زاهر: بالنسبة للبن المبستر أيضاً تتم متابعة التسعيرة وفق بيانات الكلفة والفواتير وتسعيرة المكتب التنفيذي، ويومياً يتم تنظيم ضبوط بحق المخالفين سواء بالتسعير أو التلاعب بالسعر مقارنة مع وزن العلبة أو البيع بسعر زائد، ويتم تلقي الشكاوى ومعالجتها عند ورودها إلى المديرية، حيث بلغ عدد ضبوط الألبان والأجبان خلال الأسبوع الماضي ١٤ ضبطاً تموينياً.
قد يعجبك ايضا