مساحات نور وأمل

نركز منذ زمن على التعيينات كجزء من الإصلاح الإداري الذي تصدّر النشاط والعمل في كثير من المراحل ورغم كون الموضوع بحاجة لمعايير دافعة لتغيير العقلية وليست محافظة على الوضع وتغيير القبعات ولكن هناك تعيينات جزئية تعطي مساراً واضحاً وأفقاً جميلاً مهما مورس ومهما افتعل معارضو التغيير ومهما دسوا السموم فمن المؤكد أن النجوم المضيئة يزداد حضورها في حلكة الظلام .
ما دفعنا لما نخطّه هو ما وجدناه من تغيرات بسيطة لوزارة بعد القسم وانتظارنا ما هو معوّل عليه لكون التغيير لم يحصل سوى في ثلاث حقائب كانت مثاراً لجدل ونقد بنّاء ، والمؤكد أن التصدّر والبطولة منذ بداية الحرب ومازال لوزارة حماية المستهلك التي تعاني ويعاني معها المستهلك الكثير بما هو منوط بها من قيادة الإمكانات والموارد ومحاباة المواطن والوطن في ظل الندرة وفي ظل الاجراءات القسرية التي عانى ويعاني منها المواطن والوطن وعلى نية البدء بالتغيير كانت التصريحات تحمل بدرجة ما محاباة الاحتكار وفي استمرارها تابعة ومسوّقة للسوق بدلاً من قيادتها، وفي تدخلات ظاهرها خدمي شعبي وباطنها تسويقي وما زلنا بانتظار انكشاف الغيوم ليروي ظمأنا مطر نظيف .
فوضى أسعار وترقيعات ومحاسبات غير مفهومة الغايات والأهداف ما بين الثواب والعقاب، وعلى الرغم من الحركة الكبيرة وتسخير أدوات «فيسبوكية» للتلميع ولكن كمواطنين همنا لقمة العيش والابتعاد عن غول الفقر الذي اصطاد أغلب الشعب السوري الصامد وما زلنا بانتظار النتائج والابتعاد عن مفهوم الدعم المختزل ببعض السلع ليأخذ مفهومه الأوسع الإنتاج, الصحة , التعليم , الثقافة , الفن , الرياضة ولا يختزل بالسكر والرز.
ولن نتطرق بتفصيل لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لأنها بحاجة لمقالات ومقالات في ظل ثغرات رافقت تشكيل الجمعيات وتوزيع المعونات التي وصلت إلى مرحلة تغطي خمسين بالمئة من حاجة البلد رغم الثغرات بعدالة التوزيع ولو أنها منذ بضعة شهور ونيف وضعت على طاولة الإصلاح وإعادة التأهيل، و لكن هدفنا وزارة من أهم الوزارات، الجسر الحقيقي لاسترجاع الثقة ابين المواطنين والمسؤولين .
السلطة الأهم في ظل منعكسات وآثار الحرب متعددة الأدوات والأهداف ومن أدواتها كان الإعلام المغرض المضلل الهادف للبعد عن أي حل سوري – سوري واستمرار العنف والفرقة والتشرذم وحتى هذا الإعلام مرّ بمراحل مختلفة وأداء مختلف كمنبر ناقد بناء موحد توسعي للمشاركة الضرورية للإسراع بالحلول وتقويض الإرهاب ولكن مراحل الإشراق كانت أطول وأكثر مدى وكان التغيير ضرورة منتظرة مع تلهف لمعرفة هدفه وغايته عبر مخرجات مقروءة محفزة ومشجعة لردم فجوات الثقة ولجعل المنابر الوطنية هدفاً وغاية للحصول على المعلومة المؤكدة الموثوقة وهذه القراءات هي ما أعادنا إلى هذا المنبر العريق العميق.
حتى لا نطيل المعاناة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية بازدياد، ومعاودة الحصار والخناق بأساليب أخرى رغم موجات الانفتاح يعمل عليها ومنابرنا الوطنية ضمن معايير واضحة الوطن والمواطن قادرة على خوض هذه المعارك والتمسنا فسحة أمل بأداء عقلاني هادىء هادف نتمنى ألا نكون مخطئين بانتظار العمل لعودة الأمل.
نراهن على نور ساطع ونجوم صباحية مسائية في حلكة السواد والتآمر وعرقلة حلول من القيادة العالمية وتعاون وتشاركية ومنافسة لتحسين معيشة لشعب سيذكره التاريخ وجيش علّم الإرهاب وداعميه دروساً فهل نكون الجيش المعرفي المعلوماتي العلني ونظهر بالمواجهة الوطنية البنّاءة.
لمسنا نوراً وأفقاً وكنا ممن ينتظره.
مستحيل أن يهزم تاريخ أبيض وعمل وطني علني ولن تكسر الأقلام ولن تغلق الشاشات.
الوطن يتسع للجميع وبحاجة الجميع..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار