لطالما كانت كوبا تحدياً رئيسياً للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث عانت العلاقة بين الولايات المتحدة وكوبا من انعدام الثقة والعداء منذ عام 1959، وهو العام الذي أطاح فيه فيدل كاسترو بنظام تدعمه الولايات المتحدة في هافانا وأسس دولة اشتراكية متحالفة مع الاتحاد السوفييتي سابقاً، هذا ما أشار إليه موقع “إنفورميشن كليرينغ هاووس”، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على زيادة النظام الجديد في كوبا تجارته مع الاتحاد السوفييتي سابقاً، وتأميم الممتلكات المملوكة لأمريكا، ورفع الضرائب على الواردات الأمريكية، ما أدى إلى فرض واشنطن حظراً على جميع الصادرات الأمريكية تقريباً إلى كوبا، والذي وسعه الرئيس جون كينيدي ليشمل حظراً اقتصادياً كاملاً تضمن قيوداً صارمة على السفر.
خلال نصف القرن التالي، اتبعت الإدارات الأمريكية المتعاقبة سياسات تهدف إلى عزل الدولة/ الجزيرة اقتصادياً ودبلوماسياً، وفرضت عقوبات على كوبا أطول من أي عقوبات على أي دولة أخرى.
وتابع الموقع: اتخذ الرئيس باراك أوباما بعض الخطوات غير العادية لتطبيع العلاقات الأمريكية مع كوبا، واجتمع مع الزعيم راؤول كاسترو وأعاد العلاقات الدبلوماسية الكاملة، لكن الرئيس ترامب عكس مساره إلى حد كبير، وتعهدت إدارة جو بايدن بتخفيف بعض القيود لكنها لم تفِ بالتزاماتها وأعادت فرض العديد من القيود، حيث منحت إدارة بايدن أكثر من 7 ملايين دولار لجماعات تحض يومياً على الاحتجاجات ضد الحكومة الكوبية من أجل التغيير بحجة أنها مسيرات سلمية.
بالإضافة إلى الدعم “المعنوي” والسياسي والمالي، يقدم الدبلوماسيون الأمريكيون الدعم بعدة طرق للحركات المناهضة للحكومة في كوبا ويعملون أحياناً كسائقين للمعارضة، الشيء الوحيد المفقود من حيث التدخل هو عرض مثل ذلك العرض الذي قدمته وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، التي وزعت الطعام على المتظاهرين المناهضين للحكومة في ميدان الاستقلال، في عاصمة أوكرانيا، كييف، عام 2013.
وأضاف الموقع: قطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا وبدأت في تنفيذ عمليات سرية للإطاحة بنظام فيدل كاسترو في عام 1961، لتشتعل في العام التالي 1962 أزمة الصواريخ الشهيرة، التي أشعلت معها مواجهة عاصفة أميركية- سوفييتية استمرت ثلاثة عشر يوماً بين كل من الرئيس الأميركي جون كيندي والزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف، ووصل التصعيد حينها بين الجانبين إلى درجة التهديد بحرب نووية.
وتابع الموقع: طالب كيندي السوفييت بإزالة الصواريخ وأمر البحرية الأمريكية بفرض حصار دوائي/طبي- بحري على كوبا لمنع وصول أسلحة إضافية إليها، ثم وافق خروتشوف على سحب الصواريخ مقابل تعهد كيندي بعدم غزو كوبا وإزالة الصواريخ النووية الأمريكية من تركيا.
في العقود التي تلت، وسعت وضاعفت الولايات المتحدة -عاماً بعد عام- من عقوباتها على كوبا لعزلها اقتصادياً ودبلوماسياً.
في عام 1982، اتهم الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان كوبا بدعم الجماعات اليسارية المسلحة في أمريكا الوسطى وإفريقيا والمناهضة للهيمنة الأميركية في هاتين المنطقتين.
وختم الموقع بالقول: إن القوانين التي وقعها الرؤساء الأمريكيين بحجة تحقيق الديمقراطية في كوبا، ومنها قانون الديمقراطية لعام 1992، وقانون الحرية والتضامن الديمقراطي لعام 1996، المعروف أيضاً باسم قانون هيلمز بيرتون. كل هذه القوانين وضعتها الولايات المتحدة لتعميق عقوباتها على كوبا، وليبقى الحصار ساري المفعول مع تعاقب الإدارات الأميركية، ما دامت الهيمنة الأميركية على كوبا لم تتحقق.
* عن «موقع انفورميشن كليرينغ هاووس»