يواصل الأسرى الفلسطينيون استخدام أمعائهم سلاحاً في مواجهة سجانيهم، فهم يرفضون الطعام، كونها الوسيلة الوحيدة للمقاومة, واحتجاجاً على ممارسات الاحتلال التعسفية بحقهم، في خطوة تعتبر الأخطر والأقسى لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة –جسدية ونفسية- وصلت في بعض الأحيان إلى استشهاد عدد منهم.
الإضراب عن الطعام, أو “معركة الأمعاء الخاوية” أصبح جزءاً ثابتاً من حياة المعتقلين الفلسطينيين، ورغم أن هذه الخطوة تعرض الأسرى لخطر الموت المفاجئ, فإن خمسة أسرى فلسطينيين يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام، احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، من بينهم الأسير كايد الفسفوس المضرب عن الطعام منذ 123 يوماً.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان: إن الأسرى المضربين إلى جانب الفسفوس، هم علاء الأعرج منذ 99 يوماً، وهشام أبو هواش منذ 89 يوماً، ولؤي الأشقر المضرب منذ 35 يوماً، وعياد الهريمي المضرب عن الطعام منذ 53 يوماً, ويخوض الأسير راتب حريبات إضراباً عن الطعام منذ 37 يوماً، تضامناً مع الأسرى الأربعة.
وأشار نادي الأسير إلى أن الأسرى الخمسة يعانون أوضاعاً صحية غاية في الخطورة، من نقص كمية السوائل والفيتامينات، وعدم انتظام في دقات القلب، وإنهاك وإعياء شديدين، لافتاً إلى أن هناك احتمالية لتعرضهم لانتكاسة صحية مفاجئة، الأمر الذي يؤثر على الجهاز العصبي والدماغ.
من جانبها, أوضحت هيئة شؤون الأسرى أن التحركات مستمرة والجهود تبذل على كافة المستويات من أجل إنقاذ حياة الأسرى الخمسة المضربين، مؤكدة أن “إسرائيل” تتهرب من «محاكمتهم» وتلجأ للخداع لإدامة اعتقالهم، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للجم إجراءات الاحتلال والضغط للإفراج عنهم.
وكانت معركة الأمعاء الخاوية بدأت في 17 نيسان 2012 حيث امتنع 1600 أسير فلسطيني عن تناول وجبات الطعام في خطوة أطلقوا عليها «معركة الأمعاء الخاوية» والتي فضلوا فيها الجوع على الخضوع لسياسات الاحتلال التعسفية, وكان ذلك الإضراب الأضخم من نوعه في سجون الاحتلال.
وتدريجياً تحول الإضراب من معارك جماعية إلى إضرابات فردية، وكان من أشهر المضربين: خضر عدنان, الذي لقب “بمفجر معركة الأمعاء الخاوية” حيث نفذ إضراباً عن الطعام 6 مرات، وهناك محمد القيق، أيمن اطبيش، سامر العيساوي، ووصل إضراب الأخير عام 2013 إلى 265 يوماً, والأسيران ثائر حلاحلة، بلال ذياب, ويعتبران من مُفجري “ثورة الكرامة” خلف القضبان، وقد استمر إضرابهما عن الطعام مدة (76) يوماً.
وقد نجح الأسرى في بعض الحالات، بتحقيق مطالبهم، إلا أن انتصارهم غالباً ما كان انتصاراً مؤقتاً، لتعود معاناتهم إلى ما كانت عليه بعد فترة قصيرة من الزمن.
وتعتقل سلطات الاحتلال الصهيوني مئات الأسرى الفلسطينيين اعتقالاً إداريّاً؛ أي من دون أي تهم ضدهم، ومن دون معرفة الأسباب التي أدت إلى اعتقالهم.
ويُحرم هؤلاء المعتقلون من أبسط حقوقهم الأساسية، مثل الزيارات العائلية، أو حتى البدء بإجراءات قانونية رسمية لرفض اعتقالهم.
ووفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى فإن “إسرائيل” تغيّب في سجونها نحو 5300 فلسطيني، بينهم 40 أسيرة، و250 طفلاً، وقرابة 520 معتقلاً إدارياً.