صفاء أم لخمسة أبناء غيرت حياتهم بمشروع صغير
بعزيمة وإصرار استطاعت صفاء حميدان زوجة الشهيد فهد الزغير في ريف حماة منطقة سلحب تأسيس مشغل صغير للخياطة، بالتعاون مع أولادها وشراكة أحد أصدقاء العائلة، لتأمين مصدر للدخل تعيل منه أولادها الخمسة، وتشغيل عدد من العاملات من أسر الشهداء، فتغلبت على ظروفها الصعبة، ونهضت بمسؤولياتها في تربية وتعليم أبنائها محققة مستوى جيداً من العيش الكريم لهم.
«تشرين» التقت السيدة صفاء للحديث عن نجاح مشروعها وقالت: بعد استشهاد زوجي، وجدت نفسي أمام تحديات كبيرة، وخمسة أولاد بحاجة لمصاريف وتكاليف تعليم ومتطلبات لا نهاية لها، ولاسيما أن الراتب لا يتجاوز الـ٥٠ ألف ليرة فقط، لذلك فكرت بتأسيس مشغل صغير للخياطة ولدي خبرة في هذا المجال، إضافة إلى وجود البناء المكون من ٥٠م2، اتفقت مع أحد أصدقاء العائلة بعقد شراكة على أن يقدم الآلات ولوازم الخياطة.
تتابع صفاء حديثها، بدأت العمل منذ أربعة أشهر بتشغيل أولادي الخمسة، و٧ عاملات من ذوي الشهداء قمت بتدريبهن على القص والخياطة، ويقدر إنتاج المشغل من الألبسة الداخلية القطنية بمختلف الأنواع أكثر من ٢٥٠ قطعة في اليوم والإنتاج يزداد حسب طلبات السوق.
وأضافت: قمت بتعليم بعض النساء والفتيات من الراغبات في تعلم المهنة من دون أي مقابل مادي، والمشغل مفتوح لكل من تريد التعلم، أو لزيادة خبرتها، كما قمت بتدريب ١٢ عاملة مجاناً ليبدأن العمل بشكل خاص وحر.
ولدى السؤال كيف تغيرت حياة صفاء و تحسنت أوضاع أسرتها المعيشية بعد العمل.. قالت: سعيدة جداً وأولادي يشاركوني العمل بعد الانتهاء من مدارسهم، بمن فيهم ابنتي التي تدرس في كلية الطب، وجميعهم متفوقون في دراستهم، كما إن ابني ذا العشر سنوات تعلم فن الخياطة وإصلاح الآلات.
وأكدت صفاء أن المشروع حقق لأسرتها مستوى جيداً من المعيشة، وتستطيع الإنفاق على تعليمهم وتلبية احتياجاتهم كلها، وتطمح لتوسيع المشغل وتوفير فرص أكبر للعاملات من أسر الشهداء والجرحى.
وتنصح كل امرأة بالاعتماد على ذاتها، واستثمار طاقاتها بالبحث عن عمل، وألا تنتظر فرصة عمل لدى القطاع العام، فالمجالات واسعة لمن تملك الإرادة والعزيمة ولا بدّ من أن تكون ناجحة.